لقجع ربح مباراة لكنه خسر خريطة المغرب

 

فيما أصدرت محكمة التحكيم الرياضية “كاس”، يوم الأربعاء الماضي، حكما لصالح الاتحاد الجزائري لكرة القدم في قضيته أمام نظيره المغربي والاتحاد الإفريقي لكرة القدم بشأن قمصان نادي نهضة بركان، أوضحت أن قرارها “ليس له أي تأثير على نتائج كأس الكونفدرالية الإفريقية لموسم 2023/2024” التي فاز بها الزمالك المصري بعد تغلبه على نهضة بركان.

بمعنى أن المحكمة تعتبر أن البركانيين فازوا في المباراة، على الورق، على نظرائهم الجزائريين، لكنها رأت أن “صورة خريطة إقليمية للمغرب تتضمن الصحراء الغربية، على القمصان المتنازع عليها، تحمل رسالة أو تظاهرة أو دعاية ذات طابع سياسي، باعتبار أن هذه الخريطة تمثل تأكيدا على السيادة الإقليمية التي لا تزال إلى يومنا هذا محل نزاع ولا تزال دون حل على المستوى الدولي”.

هل كان من الضروري أن يورط فوزي لقجع، رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، فريقه السابق الذي دخل منه إلى عالم التسيير الكروي في قضية لا يمكن أن تحمل قيمة مضافة لقضيتنا المغربية الأولى؟

ولماذا، بصفته رئيسا لهيئة هي المسؤولة الأولى عن نشاط كرة القدم المغربية، لم يُمْل على الفرق الأخرى أن تتبنى مشروعه في أن تحمل بدلاتها خريطة المغرب؟

ربما أراد لقجع أن يجعل من نهضة بركان مختبر تجربة، إن نجحت عمّمها، وإن فشلت مال إلى البحث عن تركيبة كيمائية أخرى.

والنتيجة أنه قدم هدية لخصوم الوحدة الترابية، المأزومين في الداخل، حتى يحتفلوا بـ”فرحة” لم تكن في الانتظار، حين أقرت محكمة التحكيم الرياضية بأن “أي معدات – بما في ذلك قمصان اللاعبين – يجب ألا تنقل أي محتوى ذا طبيعة سياسية”.

يبدو أن السي فوزي قد أصيب بشيء من جنون العظمة أو بكله، وهو الذي يتبوأ مناصب: رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، ورئيس لجنة المنتخبات الوطنية في الجامعة ذاتها، ورئيس أعضاء المفتشية العامة للمالية، وعضو اللجان التنفيذية للاتحاد الإفريقي، وعضو الاتحاد الدولي (فيفا)، وعضو الاتحاد العربي، والوزير المنتدب المسؤول عن الميزانية في حكومة عزيز أخنوش منذ عام 2021… هل نسينا شيئا؟

كان من المفروض أن يغادر لقجع الجامعة في عام منتصف 2022 بعد إكماله عمر ولايتين وفق القانون، لكنه، كما رؤساء الدول الماسكين بالكراسي بالأسنان والنواجذ، أوعز إلى أتباعه ومريديه، الذين يتمسّحون بأكتافه، تعديل النظام الأساسي للجامعة لـ”يواكب الحالات الاستثنائية المنصوص عليها في القانون 09-30 المتعلق بالتربية البدنية والرياضة”، وحتى يستمر على كرسي الجامعة.

في هذه الأيام، أصبحت مصداقيته أو ما تبقت منها على المحك، بعدما صرح أن ملعب مولاي عبد الله بالرباط سيكون جاهزا في منتصف مارس 2025، وأن المنتخب المغربي سيستقبل نظيرها النيجري، في إطار تصفيات كاس العالم، يوم 17 من الشهر ذاته. والحال أن اليوم المذكور ليس ببعيد، و”إن غدا لناظره قريب”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *