يمكن تفسير الهجمات العنيفة الأخيرة التي شنتها السلطات الجزائرية ضد الإمارات العربية المتحدة والمغرب بزيارة العمل التي قام بها المدير العام للأمن الوطني ولمراقبة التراب الوطني عبد اللطيف حموشي لأبو ظبي، خلال الفترة الممتدة من 23 إلى 26 شتنبر، التقى خلالها كافة كبار المسؤولين في أهم الأجهزة الأمنية الإماراتية.
غير أن لقاء حموشي بعلي عبيد الظاهري رئيس جهاز الاستخبارات الوطنية بدولة الإمارات العربية المتحدة، الذي “بحثا فيه مختلف قضايا العمل الأمني المشترك، بما فيها الوضعية الأمنية والتهديدات الناشئة في المحيط الإقليمي والدولي”، هو الذي أثار مخاوف وشكوك السلطات الجزائرية، التي رأت أن هذا التقارب بين الأجهزة الأمنية الإماراتية والمغربية قد يشكل “خطرا على مصالحها”، بل إن الجزائر تشتبه في قيام أبو ظبي بتمويل اقتناء المغرب للعديد من تقنيات المراقبة والتجسس المصنعة في إسرائيل، وأن أن التمويل الإماراتي الكبير يتيح للأجهزة المغربية تطوير أنشطتها في دول الساحل.
وأبلغت مصادر مطلعة “مغرب-أنتلجونس” أن النظام الجزائري لا يرى أن اللقاء بين حموشي والظاهري كان صدفة أو مجرد لقاء بروتوكولي بسيط للتعاون بين شريكين جيدين. كما يشتبه في قيام أجهزة المخابرات الإماراتية بشن عمليات مشتركة مع نظيرتها المغربية في الجوار القريب للجزائر. “في الجزائر العاصمة، يتحدث العديد من القادة صراحة عن مخططات تخريبية تعدها أجهزة مغربية وإماراتية بهدف بسط نفوذها على مجالات استراتيجية وحساسة لمصالح الجزائر”.
من الواضح أن الترحيب أو الاستقبال الكبير الذي خصصته الإمارات لعبد اللطيف حموشي اعتبرته الجزائر بمثابة تعميق لتحالف معادي تماما لمصالحها وأمنها القومي. “إن تطور المحور الأمني بين الرباط وأبو ظبي يثير استياء الجزائر بشدة، بل ويثير قلقها، لذلك قرر قادة نظام عبد المجيد تبون التعبير بصوت عال عن استيائهم من خلال شن هجمات إعلامية أو دبلوماسية عنيفة للغاية ضد المغرب والإمارات العربية المتحدة. وهذا ما يفسر التصعيد الدبلوماسي الأخير الذي اتخذته الجزائر ضد الرباط وأبو ظبي”، ، تقول المصادر.