لا يستبعد فرناندو كوشو، الخبير في الاستخبارات الإسبانية، اتفاقا ممكنا بين مدريد والرباط حول السيادة المشتركة على مدينتي سبتة ومليلية في مطلع عام 2030.
ويرى كوشو أن هذه المبادرة قد تكون مدعومة من طرف الاتحاد الاوربي، خاصة فرنسا.
وحسب كوشو، فإن المغرب عمل بجهد، منذ اكثر من عقد، على تحويل المبادلات التجارية من موانء الجزيرة الخضراء وسبتة ومليلية لصالح ميناء طنجة المتوسط بهدف الاستحواذ على أكبر نسبة من التجارية البحرية. فضلا عن إجراء مناوبات عسكرية بالقرب من جزر الكناري التي تعتبرها الرباط إقليما ذا فوائد اقتصادية كبيرة.
وانتقد كوشو، بشدة، انعدام رد فعل الحكومة الإسبانية أمام الاستراتيجية المغرب، معتقدا انها تساهم في فرض عزلة اقتصادية على المدينتين المحتلتين.
وعبر المحلل الاستخباراتي عن اسفه، رغم تحذيراته الكثيرة، لم تتخذ لا مدريد ولا بروكسيل الإجراءات اللازمة لمعاكسة المبادرات المغربية، المجال أمام المملكة الشريفة لفرض وضعها الجيو-استراتيجي.
وكان مسؤولون سابقون في الاستخبارات الإسبانية قد اشاروا إلى الدعم الذي تقدمه فرنسا والولايات المتحدة الدينامية المغربية، إذ ترى باريس وواشنطن في الرباط حليفا قويا لمواجهة التأثير المتصاعد لروسيا والصين وبعض دول بريكس في أفريقيا. في هذا السياق الجيو-سياسي يمكن اعتبار السيادة المشتركة مثل “خسارة هامشية صغيرة” في إطار استراتيجية كبرى تهدف إلى حماية المصالح في القارة السمراء.