سَبْق كبير حققه اليوتوبر الجزائري وليد كبير، ونشره على حسابه في شبكات التواصل الاجتماعي. فقد كشف أن امرأة تدعى كريمة الشامي، التي ولدت في عام 1984 بالجزائر وعاشت ما بين سوريا ولبنان والولايات المتحدة، عرضَّت أجهزة الدولة الجزائرية بأكملها للإهانة.
وأفاد وليد كبير أن كريمة الشامي، التي تحمل الجنسية الأمريكية بالإضافة إلى الجزائرية والسورية وتعيش في هيوستن بولاية تكساس، حرصت في البداية على التواصل مع السفارة الجزائرية في واشنطن. وضاعفت من محاولاتها إلى أن نجحت في أن “تجذب قلب” شخص يحمل اسم ربيع، (يعمل رجل أمن في السفارة الجزائرية)، وأصبح يقدم لها دعوات لحضور حفلات داخل السفارة.
وخلال إحدى هذه الحفلات، لفتت كريمة الشامي انتباه عارف مشاكرة، وهو صحافي مثير للجدل ومقرب جدًا من المخابرات الجزائرية. تبادلا الكلام، وتعمقت العلاقات بينهما، قبل أن يعرّفها على لخضر شريط، المعروف باسم أسامة وحيد، وهو صحافي آخر أكثر دراية بالدائرة الداخلية في النظام الجزائري، وسبق أن خاض الانتخابات الرئاسية عام 2019.
هنا، حددت هذه “المغامِرة” هدفها وطموحها. إنها تريد العودة إلى الجزائر ولعب دور قيادي، وقبل كل شيء، ربح الكثير من المال. وسيكون الثنائي مشاكرة ووحيد دَليلَيْها لمساعدتها على نسج شبكتها حول القادة الجزائريين.
لكن كان عليها أن تطير، أولا، إلى لندن للقاء الأمير خالد الجزائري، حفيد الأمير عبد القادر، وقدمت له مبلغ 5000 دولار، مقابل أن يقر بأنها حفيدة حقيقية للأمير عبد القادر.
لقد تم نسج خيوط العنكبوت، وجاء الدور على عارف مشاكرة، الذي تلقى 1500 دولار، وبذل جهدا من أجل جمع كل الجزائر الرسمية حول هذه “الأميرة” المعلنة حديثًا: كريمة الشامي الجزائري. وكان أول من وقع في هذا الفخ هو الهادي ولد علي، وزير الشباب والرياضة السابق والرئيس الحالي لفريق شباب القبايل، الذي ساعدها على الحصول على شقة جميلة جدا في حي حيدرة الراقي الواقع على مرتفعات الجزائر العاصمة.
ثم بدأت “صاحبة السمو الأميرة” تقوم برحلات مكوكية بين الجزائر واشنطن، حيث شاركت في حفل نُظِم بالسفارة بمناسبة عيد الاستقلال، وتمكنت من جمع تبرعات لبناء دار للأيتام في بلدها الجديد، حيث أصبحت وجها مألوفا في المناسبات العامة، وعلى شاشات التلفزيون… بل إنها، تلقت وُعودا بأن تحمل حقيبة وزارة الثقافة، لكن تم رفضها في اللحظة الأخيرة، لعدم حصولها على شهادة في التعليم العالي. مع ذلك، استمرت أجهزة المخابرات الجزائرية، التي كانت تعلم جيدًا أنها أمام عملية احتيال بالفعل، في حمايتها. واستمرت كذلك، حتى بعدما اتهمتها رئيسة مؤسسة الأمير عبد القادر بالنصب والخداع.
الآن، يعيش الجزائريون على وقع الصدمة أمام هذه “الأميرة”، حين اكتشفوا أنها سيئة الأخلاق، وأن علاقاتها لا تعرف الحدود، من القاهرة حيث ارتبطت بعميل للمخابرات، إلى واشنطن حيث كانت على علاقة برجل الأعمال الغزاوي خالد أبو أحمد، المطلوب الآن لدى مكتب التحقيقات الفيدرالي، إلى هيوستن حيث طلقت الطبيب اللبناني طارق أبو خميس، لتتزوج لمدة شهر رجل الأعمال الأردني-الفلسطيني أحمد أبو ناموس…
“إننا أمام فضيحة دولة تسيء لصورة الجزائر بأكملها، في تواطؤ مع أجهزة المخابرات التي تفضل الهروب إلى الأمام”، يقول وليد كبير مفجر الفضيحة.