استقبل الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، يوم 14 ماي 2024، عمدة مدينة مرسيليا الفرنسية بونوا بيان، الذي كان في زيارة عمل وصداقة إلى الجزائر العاصمة، وأجرى معه محادثات مطولة استمرت أكثر من ساعتين.
وأثار هذا الاستقبال الرئاسي الذي حظي به رئيس بلدية بسيط تساؤلات كثيرة في الجزائر كما في فرنسا. فيما علمت “مغرب-أنتلجونس” أن مصالح الرئاسة الجزائرية “توسلت” من عمدة مرسيليا ومعاونيه ورفاقه عدم تسريب مضامين الحديث “الطويل” التي أدلى بها تبون.
غير أن مصادر مطلعة من داخل القصر الرئاسي بالمرادية كشفت أن تبون ألقى “أطروحة طويلة حول الشؤون السياسية الداخلية في فرنسا وتأثيرها المفترض على العلاقات الفرنسية الجزائرية”. واشتكى الرئيس الجزائري علانية من الصعود السريع لليمين المتطرف في فرنسا في السنوات الأخيرة، معبرا عن مخاوفه من وصول رئيس من هذا التيار السياسي الذي وصفه بـ”العنصري والمعادي للإسلام والمسلمين، والمناهض للجزائر أكثر”.
بل إن عبد المجيد تبون، المعروف بـ”ثرثرته وإطلاق الكلام على عواهنه”، لم يتردد مطلقا أمام ضيفه الفرنسي في التعبير عن غضبه العميق من وسائل الإعلام التابعة لليمين المتطرف الفرنسي ولوبياته التي تتسلل إلى المؤسسات الفرنسية وتمنع تطور علاقات متناغمة بين الجزائر وباريس.
وأفادت المصادر ذاتها أن تبون تطرق مع بونوا بيان إلى الموضوع الحساس المتعلق بزيارته الرسمية إلى باريس المؤجلة 3 مرات منذ 2022، محملا “جماعات ضغط معينة” في فرنسا معادية لكل ما يمكن أن يعمق التقارب الفرنسي-الجزائري. كما عبر عن مخاوفه من ثقل اللوبيات الموالية للمغرب التي تريد “إجبار” الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على الابتعاد عن الجزائر تماشيا مع مصالح المغرب في بعض القضايا الإقليمية والجيوسياسية التي تهم الجزائر بشكل مباشر.
وفي نهاية هذا الاستقبال غير المسبوق، غادر عمدة مرسيليا، وفق المصادر، مندهشا بل مهتزا بعفوية الرئيس الجزائري وجرأته في التدخل في الشؤون السياسية الفرنسية.