ما تزال معاناة المسافرين على قطارات المكتب الوطني للسكك الحديدية، الذي يديره محمد ربيع لخليع، تتواصل، بل وتستفحل يوما بعد يوم، وتذكر بزمن “الدرجة الرابعة” وبكراسيها الخشبية.
تبدأ المعاناة، أولا، مع تأخر انطلاق ووصول القطارات، وقد تصل مدة هذا التأخر إلى ساعات. ثم تدوم مع انعدام التجهيزات الضرورية داخل القطارات التي أنهت عمرها الافتراضي، لكنها ما تزال تسير على سكك المكتب الوطني. أحيانا، تكون مراحيض قطار يصل طوله إلى 200 مترا، غير صالحة للاستعمال، مما قد يدفع البعض إلى قضاء حاجته، كما حدث مع رجل مريض، أمام الباب.
وتصل المعاناة ذروتها في الأيام الحارة، حين تتعطل مكيفات الهواء، ويتحول القطار إلى حمام، لا ينقصه إلا الماء و”كسال”.
لا يمكن إنكار أن زمن لخليع عرف محطات ذات مستوى غربي، كما عرف انطلاق قطار “البراق” الذي يعد نقطة الضوء الوحيدة، لكن لا يجب الرهان فقط على “البراق” لتجميل صورة المكتب الوطني أمام السياح الأجانب، “كما لا يجب صرف كل المداخيل على الدراسات لإنجاز مشاريع تخص القطار فائق السرعة، وإهمال شراء قطارات جديدة، أو على الأقل إهمال أعمال الصيانة للقطارات القديمة”، وفق قول مسؤول نقابي.
وإلا، فإن شعار “على خطوطنا تظهر معالم المستقبل” سيفرغ محتواه، وتصبح خطوط السكك الحديدية تعود بنا إلى الماضي.