أعلنت مديرة صندوق الحفاظ على المآثر الدبلوماسية للولايات المتحدة في الخارج، أندريا كوكرين تريسي، عن جمع تبرعات بقيمة 10 ملايين دولار لترميم المفوضية الأمريكية بمدينة طنجة والحفاظ عليها.
وجاء إعلان كوكرين تريسي، الأربعاء 1 ماي 2024 بواشنطن، خلال حفل نظم للاحتفاء بالتحالف الاستراتيجي والشراكة متعددة الأبعاد بين المغرب والولايات المتحدة، بمناسبة الإعلان عن إدراج المفوضية الأمريكية بطنجة ضمن القائمة السنوية للصندوق الوطني للحفاظ على التاريخ (ناشونال تراست فور هيستوريك بريزيرفيشن) للمواقع التاريخية الأمريكية الـ11 المعرضة للخطر.
وقال ريتشارد فيرما، مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الإدارة والموارد، إن المفوضية الأمريكية بطنجة تعد رمزا قويا للروابط العريقة بين الولايات المتحدة والمغرب، معتبرا أن إدراج المفوضية الأمريكية بطنجة ضمن لائحة المواقع التاريخية الأكثر عرضة للخطر، سيمكن من تعبئة التمويل اللازم للحفاظ عليها، بما يخدم الأجيال القادمة من الأمريكيين والمغاربة، والزوار من العالم بأسره.
يشار إلى أن السلطان مولاي سليمان أهدى هذا المبنى، الذي يقع في قلب المدينة العتيقة بطنجة، إلى الحكومة الأمريكية في سنة 1821.
من جهته، شدد السفير ويليام موزر، مدير مكتب المعاملات العقارية الأجنبية التابع لوزارة الخارجية الأمريكية، على أهمية تعبئة الأموال اللازمة للحفاظ على هذا الموقع الرمزي والتاريخي، والذي شهد العديد من الأحداث البارزة في التاريخ الأمريكي والمغربي والعالمي، لاسيما مفاوضات معاهدة كاب سبارتيل، وهي إحدى أولى الاتفاقيات الدولية التي وقعتها الولايات المتحدة، وكذا الاتفاقيات المبرمة مع المغرب لتسهيل الملاحة والتجارة.
من جانبه، استعرض سفير المغرب لدى الولايات المتحدة، يوسف العمراني، التزام المملكة بالحفاظ على هذا الموقع الرمزي، الذي يعكس “العلاقة الفريدة والعميقة والتاريخية” بين البلدين.
“إلى حدود اليوم، نواصل تقاسم أطول معاهدة صداقة دون انقطاع مع أمريكا، وما فتئ تحالفنا يتوطد بشكل أقوى، بفضل القيادة والالتزام الدائم بالشراكة الاستراتيجية، الذي يعبر عنه، وعلى أعلى مستوى، صاحب الجلالة الملك محمد السادس”، يقول العمراني، مشيرا إلى أن المفوضية الأمريكية بطنجة تمثل قيم الانفتاح والتعايش والحوار التي يتقاسمها البلدان. “هذا الموقع، وباعتباره المعلمة التاريخية الوطنية الأمريكية الوحيدة الموجودة في بلد أجنبي، يعد “مؤسسة لا تعكس فقط عمق تاريخنا الغني، لكنها تواصل كذلك الإسهام بشكل فاعل في المشهد الثقافي النابض بالحياة في المدينة العتيقة لطنجة”، يضيف السفير المغربي، قبل أن يعرب عن يقينه بأن هذا الموقع سيواصل الاضطلاع بدور هام باعتباره “مركزا ثقافيا أمريكيا بالمغرب ورمزا لصداقتنا الدائمة”، مشيرا إلى أن الروابط الإنسانية تعد، وفي إطار العلاقات المتميزة بين الرباط وواشنطن، “أهم مؤهلاتنا وبإمكانها أن تشكل حافزا للنمو”.
من جانبه، سلط السفير الأمريكي بالمغرب، بونيت تالوار، في رسالة عبر الفيديو، الضوء على الشراكة المتينة ومتعددة الأبعاد بين بلاده والمملكة، مسجلا أن المغرب يعد البلد الإفريقي الوحيد الذي تربطه اتفاقية للتبادل الحر مع الولايات المتحدة.