حبِل حلول مبعوث رئيس المجلس الرئاسي الليبي، سامي المنفي، بالمغرب حاملا رسالة خطية إلى الملك محمد السادس، من رئيس المجلس الرئاسي الليبي، محمد يونس المنفي، بعدة رسائل، خاصة وأنها جاءت غداة الاجتماع التشاوري الأول الذي جمع الرئيس التونسي قيس سعيد والرئيس الجزائري عبد المجيد تبون ورئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد يونس المنفي
ومن الأكيد أن الزيارة تهدف إلى تبديد كل ما من شأنه أن يفيد أن طرابلس انخرطت في مشروع جزائري-تونسي يستهدف تهميش المغرب.
ولم يترسب شيء عن مضمون الرسالة الخطية التي بعثها رئيس المجلس الرئاسي الليبي إلى محمد السادس، لكن يبدو أنها تقول إن طرابلس تنأى بنفسها عن كل ما قد يعكر علاقاتها مع الرباط.
يشار إلى المغرب استدعى سفيره من تونس، على خلفية استقبال سعيّد لزعيم البوليساريو بمناسبة احتضان بلاده، في أواخر غشت 2022، القمة اليابانية-الإفريقية المعروفة بقمة “تيكاد”. فيما كانت الجزائر قد أعلنت، في غشت 2021، قطع علاقاتها مع المغرب.
كما تأتي زيارة مبعوث رئيس المجلس الرئاسي الليبي للمغرب لتؤكد تشبث طرابلس بتكتل “اتحاد المغرب العربي”، رافضة بذلك المشروع الذي روجت له الجزائر ومعها تونس سعيّد لخلق تكتل مغاربي جديد يقصي المغرب.
واستقبل وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج ناصر بوريطة، الثلاثاء 23 أبريل 2024 بالرباط، مبعوث رئيس المجلس الرئاسي الليبي.
“هذه الزيارة تأتي لتؤكد تميز العلاقات الأخوية التي تربط بين ليبيا والمغرب”، يقول السفير أبو بكر إبراهيم الطويل، القائم بأعمال السفارة الليبية بالمغرب، في تصريح للصحافة عقب هذا اللقاء، معربا عن “شكر بلاده للمغرب على دعمه الثابت والدائم، تحت قيادة جلالة الملك، للقضية الليبية، والذي يتجسد من خلال عدة اتفاقات مبرمة، لا سيما اتفاق الصخيرات، وبوزنيقة، وطنجة”.
وذكر إبراهيم الطويل بأن “المملكة المغربية ساهمت بفعالية في تسوية الأزمة الليبية، وقدمت دعمها الكامل لإبرام سلسلة من الاتفاقات، مشيرا إلى أن اتفاق الصخيرات لسنة 2015 يظل حجر الزاوية والمرجع لتسوية المسألة الليبية”، وشدد على “أن هذه الزيارة تندرج كذلك في إطار الجهود الرامية إلى تعزيز اتحاد المغرب العربي من أجل تحقيق تطلعات شعوب المنطقة لمزيد من الاستقرار والازدهار، مبرزا الدور الفعال الذي يضطلع به المغرب لصالح الاندماج المغاربي”. بمعنى أن حلم تبون وبطانته لن يتحقق أبدا.