برغم أن الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون لم يعلن، رسميا، عن ترشحه لولاية رئاسية ثانية في الانتخابات المبكرة المقررة في 7 شتنبر المقبل، فإن أغنى أثرياء مجلس التجديد الاقتصادي الجزائري، الشريك المدلل لدى نظام تبون، لم ينتظروا هذا الإعلان للتعبير عن دعمهم لهذه الولاية الثانية بهدف حماية مصالحهم الشخصية.
وقد أطلق رجال الأعمال هؤلاء، بالفعل، عملية لجمع التبرعات لدعم الحملة للرئيس الحالي، الذي تربطه بمجلس التجديد الاقتصادي الجزائري، لا سيما رئيسه الملياردير المثير للجدل كمال مولى، علاقات ودية وعميقة للغاية.
وكشفت مصادر “مغرب-أنتلجونس” أن أغنى أعضاء مجلس التجديد الاقتصادي الجزائري جمعوا، لحد الآن، ما يقرب من 5 ملايين يورو وسط تكتم شديد، إذ تم هذا الجمع شفهيًا دون إثارة أدنى ضجة، لأن كمال مولى تلقى تعليمات صارمة من حاشية تبون تدعوه إلى العمل سرا، قبل أن يقرر ساكن قصر المرادية الرئاسي الإعلان عن ترشحه للانتخابات المبكرة المقبلة.
وتنفيذاً لهذه التعليمات حرفياً، أوفد كمال مولى عددا من مساعديه “الأوفياء” إلى جهات البلاد الأربع لجمع الأموال سراً في “صندوق خاص” بهدف تمويل حملة انتخابية موازية كاملة في وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي، في كامل التراب الجزائري الشاسع، من خلال تنظيم فعاليات ولقاءات وتجمعات شعبية تمهيدا لولاية تبون الثانية. وبحسب مصادر “مغرب-أنتلجونس”، فإن قادة مجلس التجديد الاقتصادي الجزائري يستهدفون الحصول، بحلول يونيو المقبل، على احتياطي يعادل 20 مليون أورو سيتم استخدامه لتعزيز الأنشطة الدعائية لتبون، الذي لا يحظى بشعبية كبيرة في الجزائر، بالنظر إلى فشله في تحقيق إنجازات تذكر.