من المتوقع أن يزور رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي الجزائري، سعيد شنقريحة، المملكة العربية السعودية خلال الأيام المقبلة، وفق مصادر مطلعة في الجزائر العاصمة. وتحظى هذه الزيارة بأهمية استراتيجية في نظر السلطات الجزائرية لأنها مرتبطة بشكل مباشر بالوضع الحالي المتوتر للغاية الذي يميز علاقات الجزائر مع دولة خليجية مهمة أخرى، هي الإمارات العربية المتحدة.
وأفادت مصادر “مغرب-أنتلجونس” أن الرجل القوي في المؤسسة العسكرية سيلتقي في الرياض مع قادة سعوديين، من بينهم مسؤولون في المخابرات، لبحث الصراع المتفجر بين الجزائر والإمارات العربية المتحدة، الحليف الرئيسي للسعودية.
ويأمل قائد الجيش الجزائري، وفق المصادر، أن يجد في الرياض قناة وساطة تسمح له بالتفاوض مباشرة مع أبو ظبي بهدف إيجاد حل سريع لسوء التفاهم والمشاكل التي تغذي التوترات القوية بين البلدين، في الوقت الذي ترفض فيه السلطات الإماراتية فتح أبواب الحوار.
كما يرفض، حتى الآن، رئيس الإمارات محمد بن زايد آل نهيان الاستجابة للرد على المخاوف التي أثارها النظام الجزائري بشأن تورط الإمارات في عدة “مناورات” وصفتها الجزائر بـ”المعادية” لمصالحها. بل أن الاتصالات الرسمية بين أبوظبي والجزائر قد تم تخفيضها إلى الحد الأدنى من قبل السلطات الإماراتية التي اختارت مقاطعة كبار المسؤولين الجزائريين من أجل إدانة حملات التشهير التي تتعرض لها من قبل وسائل الإعلام الجزائرية العامة والخاصة.
أمام هذا المأزق، قررت الجزائر بعص قائد الجيش لتحسيس السعوديين بضرورة ممارسة الضغط على الإمارات من أجل “إعادتهم إلى المسار الصحيح”، فيما يتعلق بسياستهم تجاه الجزائر. “يبقى الآن أن نرى ما إذا كانت المملكة العربية السعودية قد تقبل دور الوسيط وأن تتحول إلى (مبعوث السلام) من أجل تجنب أزمة دبلوماسية عنيفة جديدة في العالم العربي”، تتساءل المصادر.