أفادت عدة مصادر متطابقة عودة السفير الجزائري إلى باماكو في 5 يناير، فيما من المقرر أن يعود سفير مالي بالجزائر إلى سفارة بلاده مطلع الأسبوع الجاري. وتأتي هذه الخطوة بمبادرة من دولة قطر، حيث اتصالات مع السلطات المالية لاقتراح تعزيز العلاقات الثنائية وإقامة مشاريع استثمارية لصالح التنمية المحلية في مالي.
وبحسب مصادر دبلوماسية جزائرية، فإن الدوحة لعبت دورا إيجابيا في خفض حدة التوتر وتقليص فجوة عدم التفاهم بين الجزائر وباماكو.
ووفقا لمصادر “مغرب-أنتلجونس”، فإن قطر لا تريد أن تبقى في وضع المتفرج على انهيار النفوذ الجزائري في منطقة الساحل لأن ذلك يفيد بشكل كبير دولة الإمارات العربية المتحدة، المنافس الجيو-سياسي الرئيسي لقطر الذي يتزايد نفوذه بشكل متزايد في القارة الإفريقية. بالنسبة للدوحة، يجب أن تظل الجزائر هذا الحاجز الذي يمكن أن يبطئ اختراق اللوبي الإماراتي في منطقة الساحل. ولهذا السبب، سارعت قطر إلى الاتصال بالقادة الماليين من أجل مصالحة سريعة مع الجزائر.
ويبدو أن هذه العملية، كما تؤكد المصادر، قد شهدت تطورا كبيرا مع الزيارة التي قام بها إلى قطر في 7 يناير 2024 وزير الخارجية والتعاون الدولي المالي عبد الله ديوب. إذ استقبله عبد الرحمان بن جاسم آل ثاني، رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية القطري، بحفاوة، وقتا طويلا مع محاوريه القطريين بشأن التوترات التي هزت منطقة الساحل بأكملها منذ نهاية عام 2023.