من المقرر أن يزور المدير العام للأمن الوطني ولمراقبة التراب الوطني عبد اللطيف حموشي، قريبا، العاصمة الفرنسية باريس، لبحث سبل تقوية مجالات التعاون الأمني الثنائي، وتنويع مستوياته وأشكاله، فيما يتوقع أن يكون أول ملف على الطاولة: الخبرة الأمنية المغربية لتأمين أولمبياد باريس، المزمع تنظيمها في صيف 2024.
وكان حموشي قد استقبل، مطلع الأسبوع الماضي، فريديريك ڤو المدير العام للشرطة الوطنية الفرنسية، وناقش معه سبل الدفع بآليات التعاون الثنائي بين البلدين في مختلف المجالات الأمنية، خصوصا في قضايا الاتجار غير المشروع في المخدرات والمؤثرات العقلية، والهجرة غير المشروعة، والتهديد الإرهابي، ومخاطر الجريمة السيبرانية، ومختلف صور الجريمة المنظمة العابرة للحدود الوطنية.
كما ناقش الطرفان، حسب بلاغ أصدرته المديرية العامة للأمن الوطني ولمراقبة التراب الوطني، “الممارسات الفضلى لتبادل الخبرات بين الطرفين في المجال الأمني، وآليات تنفيذ العمليات المشتركة المنجزة في إطار التعاون الثنائي، بما في ذلك تأمين الألعاب الأولمبية المقررة في باريس، وذلك على أساس الثقة المتبادلة والاستفادة المشتركة”.
وفي نهاية الأسبوع ذاته، استقبل حموشي نيكولا لورنر المدير العام للأمن الداخلي بالجمهورية الفرنسية، والذي يجري زيارة عمل إلى المملكة المغربية.
وأفاد بلاغ للمديرية العامة بأن الطرفين عقدا جلستي عمل، الأولى ظهر الخميس 14 دجنبر والثانية صباح الجمعة 15 دجنبر، ناقشا خلالهما تقييم التعاون الاستخباراتي والأمني بين المملكة المغربية والجمهورية الفرنسية، وتدارسا كذلك آليات التنسيق العملياتي في القضايا الأمنية ذات الاهتمام المشترك.
كما اتفق الطرفان، وفق البلاغ ذاته، على أهمية الارتقاء بالتعاون الأمني والاستخباراتي، وتوسيع نطاق المساعدة التقنية والتعاون العملياتي بين الجانبين، بما يضمن تبادل الخبرات والتجارب، وتعزيز الأمن المشترك، ومواجهة كل التهديدات والمخاطر المحدقة بالبلدين.
ويندرج هذا اللقاء في سياق انخراط المملكة المغربية في تعزيز علاقات التعاون الدولي، في مختلف المجالات الأمنية والاستخباراتية، باعتبارها شريكا جديا وموثوقا فيه في عمليات حفظ الأمن والاستقرار على المستويين الاقليمي والدولي.
وتأتي هذه اللقاءات، يقول البلاغ، في سياق الاجتماعات الثنائية ومتعددة الأطراف التي يعقدها حموشي، بغرض توطيد التعاون الأمني والتنسيق البيني مع مختلف الشركاء الإقليميين والدوليين، ومع المنظمات الدولية المعنية بالعمل الشرطي.
فيما رأت مجلة “جون أفريك” في هذه اللقاءات المكثفة بين الأمنيين المغاربة والفرنسيين بأنها “مؤشرات توحي بأن التعاون الأمني بين الرباط وباريس سيذوب الفتور الذي تعيشه العلاقة بين البلدين منذ مدة”.
وكتبت “جون أفريك” أن “خبرة عبد اللطيف حموشي، التي تحظى بتقدير واسع ومعترف بها من قبل مجتمع الاستخبارات الدولي، لدرجة أنها خلقت نوعا من القوة الناعمة المغربية في مجال مكافحة الإرهاب، ستكون هي الحل الأنجع” لتأمين أولمبياد باريس.