كشف موقع algeriepart.com عن الأسباب الحقيقية التي حالت، حتى اليوم، دون بث التلفزيون الجزائري للحوار الكامل الذي أجراه الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، يوم 3 أكتوبر 2023، مع عدد من مديري ومسؤولي وسائل الإعلام الوطنية في بلاده.
وحسب الموقع ذاته، فإن تبون تفوه، خلال هذا اللقاء الذي استمر قرابة 4 ساعات، بتعليقات خطيرة حول بعض الدول، من بينها مصر والإمارات العربية المتحدة وفرنسا، فضلا عن قوى “بريكس” والأمم المتحدة. وذلك ما دفع رئاسة الجمهورية إلى فرض رقابة على هذا اللقاء، وأمرت من التلفزيون عدم بثه، كما طلبت من الصحافة المكتوبة نشر ما جاء في اللقاء باقتضاء، دون نشر ما طال تلك الدول من إهانات.
ووفقا لتحقيقات موقع algeriepart.com، فإن تبون أطلق تصريحات مهينة ضد مصر للتنديد بانضمامها إلى “بريكس”، في حين تم رفض ترشيح الجزائر من قبل نادي هذه القوى الناشئة. وقال تبون، حسب الموقع، إن المصريين شعب فقير ويكافح من أجل إطعام نفسه، لذلك يرى أن مكانة مصر داخل “بريكس” ليس لها ما يبررها بأي حال من الأحوال، كما أن مؤشراتها الاقتصادية ليست أفضل على الإطلاق من مؤشرات الجزائر، فيما يمكن اعتباره إشارة واضحة إلى أن دول “بريكس”، ثلاثة منها تعتبرها السلطات الجزائرية شريكة موثوقة كجنوب إفريقيا وروسيا والصين، لم تكن عادلة مع بلاده، بل خذلتها في الوقت الذي جعل تبون من الانضمام إلى “بريكس” أولوية قصوى للترويج له داخليا وخارجيا.
لكن التصريحات الأكثر ضراوة كانت مخصصة للإمارات العربية المتحدة. إذ اتهم الرئيس الجزائري، خلال هذا اللقاء، السلطات الإماراتية بـ”التخلاط” للوقوف بشكل أساسي وراء استبعاد ترشيح الجزائر لعضوية “بريكس”، معتبرا أن أبو ظبي تجسد، الآن، الشيطان نفسه، وذهب إلى حد اتهام الإمارات بتحريض المغرب على شن عدوان عسكري على الجزائر من أجل خدمة مصالح إسرائيل.
ولم يستثن تبون حتى المقرر الخاص للأمم المتحدة المعني بالحق في حرية التجمع السلمي وحرية تأسيس الجمعيات، كليمنت نياليتسوسي فول، الذي قام بزيارة رسمية إلى الجزائر من 16 إلى 26 شتنبر 2023. إذ زعم تبون أن هذا المسؤول الأممي تم “استخدامه”” من قبل لوبيات خارجية لزعزعة استقرار الجزائر بسبب حبس الصحافي القاضي إحسان، أحد مثيري الذعر في نظام تبون، يقول algeriepart.com، الذي اعتبر أن هذه الاتهامات خطيرة للغاية من شأنها أن تثير استياء عاما داخل مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة حيث تم انتخاب الجزائر في 11 أكتوبر 2022.
لذلك، ارتأت مصالح القصر الرئاسي بالمرادية عدم بث المحتوى الكامل لحوار تبون مع صحافيين “تم اختيارهم على المقاس”، لتجنب فضائح سياسية حقيقية مع الدول والسلطات التي هاجمها “تبون المضطرب والذي لا يقدر على صون لسانه، أو الذي يسبقه لسانه عن تفكيره”.