مرة أخرى، أثبتت وزيرة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني فاطمة الزهراء عمور أنها تستحق تماما اللقب الذي أطلقته عليها الصحافة المغربية كوزيرة “فوق الأرض”.
في يوم الجمعة 8 شتنبر حوالي الساعة 11:11 مساء، كانت وزيرة السياحة تحضر حفلا موسيقيا على هامش مهرجان تيميتار بأكادير عندما وقع الزلزال المدمر الذي خلف أكثر من 2800 قتيل حتى الآن. وفي تلك الأثناء وفي حالة من الذعر الكامل، أعلن منظمو المهرجان إلغاء المهرجان، وعادت الوزير إلى فندق فيرمونت بتغازوت باي حيث تقيم. حتى الآن لا شيء غير معقول.
لكن في اليوم التالي، فوجئ نزلاء الفندق برؤيتها تتجول في ممرات الفندق وتتناول وجبة الإفطار بلا مبالاة. وبينما عاد العديد من المسؤولين إلى مكاتبهم بالرباط صباح السبت، بقيت وزيرة السياحة في فندق فيرمونت حتى صباح يوم الأحد 11 شتنبر قبل أن تستقل رحلة الخطوط الجوية الملكية المغربية إلى الدار البيضاء.
لم يفهم نزلاء الفندق المذهولون كيف أن المسؤولة الأولى عن السياحة في المملكة لم تعد إلى مكتبها في الرباط، في حين تضررت مراكش، رائدة السياحة المغربية، بشدة.
وبينما كان من المقرر أن تكون الوزيرة في وزارتها يوم السبت محاطة بفرقها من أجل حصر الفنادق والرياضات المتضررة من الزلزال، وطلب تقارير شاملة عن السياح الأجانب الذين قد يكونون محاصرين في جبال الأطلس الكبير، فضلت “أخذ مزيد من الراحة”، ولماذا لا الاستفادة من حصة تدليك؟
والغريب أن السيدة مسؤولة أيضا عن قطاع الاقتصاد الاجتماعي والتضامني، ربما لا تعرف أنها معنية بالتضامن مع من تضرروا.
والغريب أكثر أن الملك محمد السادس، الذي كان في فرنسا، عاد إلى المغرب يوم السبت 10 شتنبر وترأس اجتماعا أزمة من أجل إعطاء تعليماته لتنفيذ استراتيجية كاملة للتعامل مع تداعيات الزلزال. ربما أن عمور اعتبرت أن الأمر مجرد هزة خفيفة لا تستدعي ترك فراش الراحة، أو أخذ حمام شمس حتى !