هل تخلى المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية “أونسا” عن اختصاصاته؟ أم أنه لا يتوفر على الأطر الكفيلة القادرة على حفظ صحة المغاربة وصون سمعة المنتجات المغربية في الخارج؟
فمرة أخرى، حذر نظام الإنذار السريع للأغذية والأعلاف بالاتحاد الأوربي (rasff) من وجود مخلفات مبيد محظور في شحنة من الزيتون المغربي.
ويفيد التحذير المرقم بـ2023.6060، الذي صدر يوم الثلاثاء الماضي، أن شحنة الزيتون المغربي تحتوي على مبيد “الكلوربيريفوس” المحظور بسبب خطورته، إذ قد يتسبب في مخاطر صحية على رأسها السرطان وأضرار بالدماغ.
وأوضح نظام الإنذار السريع للأغذية والأعلاف بالاتحاد الأوربي أن النتائج التحليلية حددت نسبة المبيد الحشري كلوربيريفوس في 0.067 ملغرام في كيلوغرام الزيتون، في حين أن الحد الأقصى للاستخدام ينبغي ألا يتجاوز 0.01 ملغرام.
وليست هذه المرة الأولى التي تحذر فيها بروكسيل من وجود مخلفات مبيدات محظورة في منتجات زراعية مغربية. فقد سبق أن حذر “rasff” من احتواء شحنة من البطيخ الأحمر المغربي وصلت إلى إسبانيا على كمية مرتفعة من مبيد غير مصرح به، كما تم الكشف عن بطيخ بالأسواق المغربية يحتوي على مخلفات نفس المبيد.
كما سبق التنبيه، في السنة الماضية، إلى احتواء شحنات من البرتقال المغربي بهولندا على “الكلوربيريفوس” في حدود 0,017 ميلغرام في الكيلوغرام.
من الضروري اليوم أن تتحمل الحكومة، وخاصة وزارة الفلاحة، مسؤوليتها في مواجهة تزايد حالات استخدام المبيدات الحشرية بجرعات سامة. لقد أثبت “أونسا”، بالطريقة التي يعمل بها منذ عدة أشهر، أنه أصبح يشكل خطرا حقيقيا على صحة المغاربة، ولم يعد قادرا على المراقبة وتوفير سلامة صحية حقيقية للمنتجات الغذائية.