وقعت السلطات الجزائرية، اليوم، في الفخ الذي نصبته لمعاقبة المغرب بحرمانه من الغاز، بعدما قررت في 31 أكتوبر 2021، وقف نقل غازها إلى أوربا عبر خط أنابيب الغاز المغاربي-الأوربي.
فبعد عامين من هذا القرار، يعيش القادة الجزائريون كابوسا، لأن المغرب لم يغرق في الظلام كما أرادوا، بل أن شحنات الغاز إلى المغرب من إسبانيا لم تتوقف عن النمو منذ إعادة فتح خط أنابيب الغاز المغاربي-الأوربي، في الاتجاه المعاكس.
ويشهد هذا الخط العابر للمغرب، والذي تبلغ طاقته 960 جيغاوات ساعة شهريا، منذ أربعة أشهر شحنات تتجاوز 85٪ من إمكاناته. وخلال شهر ماي الماضي، تجاوزت شحنات الغاز هذه إلى المغرب ولأول مرة 90٪ من الإمكانات الشهرية لخط أنابيب الغاز.
في بداية إعادة فتح خط أنابيب الغاز، كانت الكميات المنقولة إلى المملكة الشريفة صغيرة جدًا، لكن في الأشهر الأخيرة ارتفعت الصادرات بشكل كبير.
وفقًا لسجلات مؤسسة الاحتياطيات الاستراتيجية (Cores) ووكالة الكهرباء الإسبانية ومشغل شبكة أنابيب الغاز Enagás، فقد انفجرت كميات الغاز المصدرة إلى المغرب خلال الأشهر الأربعة الماضية بمستويات قياسية. ففي مارس سجلت (820 جيغاوات ساعة) وأبريل (834 جيغاوات ساعة) وماي (868 جيغاوات ساعة) ويونيو (840 جيغاوات ساعة).
خلال العام الماضي، تجاوزت إعادة تصدير الغاز من إسبانيا إلى المغرب إجمالي 6،460 جيغاوات ساعة، مما جعل المملكة الشريفة الوجهة الرابعة لشحنات الغاز من المنشآت الإسبانية، بعد فرنسا وإيطاليا والبرتغال.
وهنا تجدر الإشارة إلى أن إسبانيا لا تبيع الغاز للمغرب، بل يقتصر دورها على استقبال السفن الحاملة للغاز، الذي تشتريه الرباط من أي دولة موردة، في مصانع إعادة التحويل وترسله عبر خط أنابيب غاز طريفة (قادس) إلى المغرب.
هكذا يمكن القول: على نفسها جنت براقش.