تعرف العلاقات بين الإمارات العربية المتحدة والجزائر توترا متزايدا، بل أصبحت على حافة أزمة دبلوماسية وسياسية كبيرة، إذ لا تتوقف الاختلافات والخلافات عن الاستفحال. فقد وصلت في مدينة سان بطرسبورغ سقفا خطيرا، عندما رفض رئيس الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان لقاء الرئيس الجزائر عبد المجيد تبون على هامش أشغال المنتدى الاقتصادي الدولي الذي احتضنته المدينة الروسية أخيرا.
وابلغت مصادر “مغرب-انتلجونس” ان تبون، الذي يسعى الى التقارب مع دول الخليج، خاصة السعودية والإمارات اللتان عرفت العلاقات توترا منذ وصوله إلى الحكم، طلب من طاقمه التنسيق مع مصالح الكرملين لترتيب قمة ثلاثية مصغرة تجمع كلا من فلاديمير بوتين وتبون وبن زايد قصد إظهار العالم العربي كقوة جديدة على المشهد الجيو-سياسي الدولي، حيث يمكنه لعب دور الوسيط في حل الصراعات، لا سيما القضية الأوكرانية التي تعرف اخطر صراع مسلح في العقدبن الاخيرين.
الفكرة جذبت، سريعا، الرئيس الروسي الذي اعتبرها مناسبة لكسب فوائد لصالح بلاده من خلال الاجتماع مع رئيسي بلدين هامين في العالم العربي. غير أن بن زايد أبلغ بوتين، بشكل لائق، أنه يريد فقط عقد لقاء ثنائي معه. بمعنى ان الرئيس الإماراتي لم يرد فتح حوار مع تبون، كما أنه لا يعتبره صديقا.
عندما وصل هذا القرار الحاسم إلى تبون، طلب من مستشاريه اتخاذ ما يلزم ضد الشيخ الإماراتي. وبعد أيام فقط، فجرت وسيلة اعلام جزائرية خبرا يفيد بأن السلطات قررت طرد السفير الإماراتي عقب مزاعم بتورط اربعة من موظفي السفارة في قضية تجسس وتهديد الأمن القومي. هل كان الأمر مجرد صدفة؟ في الجزائر ليس هناك دخان بدون نار.