كانت قضية الصحراء الغربية حاضرة بقوة خلال المباحثات التي اجراها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الجزائري عبد المجيد تبون خلال زيارة الأخير لموسكو. لكن عكس ما روجت له عدة وسائل إعلام جزائرية، لم يقدم بوتين أي ضمانات بأن تدعم موسكو الأطروحة الجزائرية في هذه القضية التي تمزق المنطقة المغاربية.
وحسب مصادر مطلعة عديدة، بعضها كان مرافقا لتبون في زيارته إلى روسيا، فإن بوتين التزم أمام تبون، فقط، بأن يطلب من دبلوماسية بلاده أن تضاعف “الجهود لايجاد حل سريع، مقبول ومتوافق عليه” لهذا الصراع الذي يجمع جبهة البوليساريو والجزائر ضد المغرب
في هذا السياق، لم ينطق زعيم الكرملين، أبدا، بكلمة “استقلال” الصحراء الغربية، ولا بكلمة “استفتاء تقرير المصير”. كما أنه لم يقدم أي انتقاد للمغرب، الذي حاول تبون شيطنته أثناء محادثاته مع نظيره الروسي. بل إن بوتين لم يصطف وراء المقاربة الجزائرية في هذه القضية، ولم يعد تبون بشيء، مكتفيا بالاعتراف بأن قضية الصحراء الغربية جزء لا يتجزأ من الصراعات الإقليمية التي تهز العالم العربي، وهي الصراعات التي تشغل روسيا وتقلقها.
وأفادت مصادر “مغرب-انتلجونس” أن بوتين قدم لتبون التزاما واحدا، يقضي بأن تستمر روسيا في طرح القضية في مجلس الأمن، وأن تستمر في المطالبة بايجاد حل سريع.
بمعنى ان الرئيس الجزائري عاد بخفي حنين من موسكو فيما يخص القضية الصحراوية. اما فيما يتعلق بتقديم دعم مفترض بالمعدات والسلاح، فإن هذا الموضوع لم يطرح بتاتا في مباحثات الرئيسين، لأنها “لم تكن مدرجة في جدول الاعمال بينهما”، تؤكد مصادرنا.