قد يبدو استهداف الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون رشقا بالبيض، في شوارع العاصمة البرتغالية لشبونة، مجنونا أو مسليا أو مضحكا للوهلة الأولى، غير أن الحقيقة غير ذلك. وانتشرت مقاطع فيديو للمشهد، بشكل واسع، على شبكات التواصل الاجتماعي منذ 23 ماي.
وكان تبون قد قام، أخيرا، بزيارة دولة إلى البرتغال.
وهز الحادث أركان المخابرات الجزائرية من الداخل، وأصبح الآن موضع تحقيق سري، لمعرفة من “اخترق” أو “سرب” معلومات عن المسار الدقيق للموكب الرئاسي في لشبونة.
وأفادت مصادر “مغرب-أنتلجونس” أن برنامج زيارة تبون إلى البرتغال “ظل سريا لأنه، حتى اللحظة الأخيرة، تم الإعلان عن هذه الزيارة، وكانت مصالح رئاسة الجمهورية هي الوحيدة التي تمتلك كل التفاصيل الدقيقة لهذه الرحلة البرتغالية… تم التحضير لهذه الزيارة على عجل، وتم وضع برامجها بالتشاور مع السلطات البرتغالية من أجل استكمال جدول الأعمال الدبلوماسي للرئيس الجزائري الذي كان من المفترض أن يزور باريس أولا”.
وتضيف المصادر أنه “باستثناء مصالح الرئاسة الجزائرية وأجهزة المخابرات الخارجية، لا يمكن لأي مصدر آخر الحصول على تفاصيل البرنامج أو المعلومات الدقيقة حول مسار الموكب الرئاسي. بالإضافة إلى ذلك، فإن الجالية الجزائرية في البرتغال صغيرة لا تتجاوز 5000 مواطن. لذلك، يكاد يكون من المستحيل حشد المعارضين بسرعة داخل هذا المجتمع الصغير لمضايقة زيارة الرئيس الجزائري الذي لا يحظى بشعبية وسط أطراف كثيرة من بلاده”.
ومع ذلك، في ظل هذه الظروف، تقول المصادر، “حصل النشطاء على معلومات مفصلة عن مسار تبون في لشبونة للترحيب به بشكل مهين برشق سيارته الرئاسية بالبيض”.
وتكاد المصادر تجمع على أن “حصول هؤلاء النشطاء على معلومات سرية سمح لهم بالوقوف وجها لوجه أمام سيارة تبون، وأن تلك المعلومات تسربت من داخل أجهزة المخابرات الخارجية”.
هل يتعلق الأمر بمؤامرة محاكة لزعزعة طموح عبد المجيد تبون في الخارج بحثا عن شرعية دولية، أو بمناورات تخريبية تهدف إلى تشويه سمعة رئيس “غارق في الأوهام” يريد بأي ثمن الترشح لولاية ثانية في الاستحقاق الرئاسي لعام 2024؟
القضية أصبحت، الآن بالفعل، موضع تحقيق مخابراتي سري طالبت به حاشية تبون.