علمت “مغرب-أنتلجونس” أن المسألة المغربية كانت حاضرة بقوة خلال زيارة رئيس الدبلوماسية السعودية للجزائر التي قام بها يوم 8 ماي الجاري.
وأفادت وكالة الأنباء السعودية، حينها، بأن وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان قام بزيارة رسمية للجزائر، لكن دون تحديد موعدها أو جدولها. غير أن مصادر “مغرب-أنتلجونس” أفادت أن الأمير بن فرحان تطرق، خلال لقاءاته، مع القادة الجزائريين إلى نقط الخلاف بين الطرفين، عشية انعقاد القمة العربية يوم 19 ماي الجاري التي ستحتضنها العاصمة الرياض.
وبينما أفادت المصادر أن الأمير بن فرحان حاول طمأنة الجزائر من تداعيات الدور الكبير الذي لعبته الرياض في إعادة سوريا إلى الجامعة العربية، في الوقت الذي كان الجزائريون يأملون، على الأقل، في التنويه بما قاموا به من أجل دمشق، أشارت إلى أن رئيس الدبلوماسية السعودية طرح من جديد قضية الخلافات الجزائرية-المغربية.
ووفق المصادر ذاتها، فإن بن فرحان اقترح، مرة أخرى، مبادرة جديدة تتمثل في تنظيم لقاءات رسيمة وغير رسمية بين الوفدين الجزائري والمغربي في الرياض على هامش قمة جامعة الدول العربية.
وأفادت المصادر أن فيصل بن فرحان آل سعود عبر علانية عن مخاوف وخيبة أمل النظام الملكي السعودي من استمرار التوترات بين الجزائر والمغرب. وسعى إلى إقناع عبد المجيد تبون بأنه من الملح والضروري الآن إعادة إطلاق الحوار الجزائري المغربي لمنع هذه التوترات الحالية من زعزعة استقرار عالم عربي هش بالفعل، كما تجسده الأزمة السودانية الحالية.
بل إن بن فرحان عبر عن استعداد المملكة العربية السعودية لرعاية مفاوضات مباشرة مع المغرب، وتقديم ضمانات موثوقة تسمح للجزائر بالمطالبة بتعهدات أو ضمانات للحفاظ على أمنها القومي في مواجهة تداعيات التحالف العسكري بين الرباط وتل أبيب. كما ذهب إلى أن الرياض تعِد الجزائر بالحصول على التزامات جادة من الرباط ستؤدي إلى اتفاق عدم اعتداء بين أكبر دولتين في المغرب الكبير.
وتأتي المبادرة السعودية الجديدة بعد وساطة أولى سبق أن اقترحتها في نهاية عام 2021 وبداية عام 2022. لكن يبدو أن المقاربة السعودية لم تقنع القادة الجزائريين الذين يرفضون مراجعة موقفهم من سياستهم فيما يتعلق بالمغرب. في نهاية زيارته للجزائر، غادر فيصل بن فرحان آل سعود دون الحصول على تعهدات رسمية من تبون، الذي اكتفى بـ”شكر السعودية على جهودها لتعزيز السلام في المنطقة”، تقول المصادر.