لم يعد “بن بطوش”، الحاكم بأمر عسكر الجزائر في مخيمات لحمادة بتندوف، خاوي الوفاض من فنزويلا. بل عاد حاملا تحت عباءته اتفاقيات تم التوقيع عليها مع سلطات كاركاس، اثنتان منها تخصان الصيد البحري والفلاحة.
قد يكون التزام الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو باستقبال شباب البوليساريو “المحروم” لتعويض هروب شباب بلاده الى الخارج مقبولا، لكن توقيع اتفاقيتين في الصيد البحري والفلاحة يثير السخرية إلى حد الضحك بالبكاء.
اما أن يكون مادورو جاهلا او غبيا، وهما صفتان ليستا غريبتين عن رجل قاد بلاده إلى الهاوية، بعزلها عن العالم. وقد أثبت ذلك عندما استقبل مثيله الذي يقيم في مخيمات، وفرها له عسكر الجزائر، لكنها لا تتوفر على أدنى ظروف العيش الكريم.
هنا يجدر التساؤل: اين يمكن “تقاسم الخبرات والتجارب” في الصيد البحري لاصطياد سمك موسى؟ أو الفلاحة لزراعة الفراولة والمشمش؟
ربما قد يكون الرجلان يسبقان عصرهما، وقد يحولان تندوف إلى محيط مترامي الأطراف، تحيط به الجنان.
لكن المؤكد في الوقت الحالي أن “الخبرات والتجارب” التي يمكن أن يتقاسمها الرجلان هي كيف تصبح منبوذا في العالم العاقل.