أثار الإعلان عن قرار الملك المغربي محمد السادس المشاركة في القمة الحادية والثلاثين لقادة الدول العربية يومي 1 و2 نونبر المقرر عقدها في الجزائر قلقا ودهشة وسط حكام البلد المضيف. بل إنه تم عقد اجتماع أزمة يوم الخميس 15 شتنبر داخل وزارة الخارجية بالجزائر العاصمة لدراسة كل السيناريوهات الممكنة والمحتملة فيما يتعلق بمشاركة الملك المغربي في القمة.
وبدا منذ الوهلة الأولى أن السلطات الجزائرية لا تؤمن بصدق بهذا الإعلان، إذ طلب مسؤولون كبار في الدبلوماسية الجزائرية من الأجهزة السرية تقديم تقارير وتحقيقات حول مصداقية هذه المعلومات التي يعتبرها بعض القادة الجزائريين “فخا”، بل يرون فيها محاولة تهدف فقد إلى اختبار رد فعل الجزائر..
ثانياً، يبدو أن الدبلوماسية الجزائرية تعمل على “خطة للهجوم المضاد” تهدف إلى عزل المغرب عن الساحة العربية بهدف ثني محمد السادس عن القدوم إلى الجزائر. تتمثل هذه الخطة في تكثيف الهجمات الإعلامية والسياسية ضد النظام الملكي ورموزه الرئيسية، فضلا عن تنظيم مجموعة من الأنشطة لصالح البوليساريو بالموازاة مع القمة العربية.
وقد تصل هذه الأنشطة إلى حد استقرار الوفد المغربي أثناء القمة جامعة الدول العربية في الجزائر. وتفيد مصادر أن السلطات هناك طلبت من الأمين العام الجديد لوزارة الخارجية الجزائرية، المعادي للمغرب بشدة، عمار بلاني، صياغة مقترحات ملموسة تهدف إلى الحد بشكل كبير من تأثير المغرب على القمة العربية المقبلة.
وبحسب مصادرنا، فإن الجزائر العاصمة ستتبنى صمتًا جليديًا أمام إعلان مشاركة محمد السادس حتى لا ترتكب “حماقة” قد تثير جدلاً يثير حفيظة شخصيات عربية أخرى، خاصة، أمراء وملوك دول الخليج الذين قد يقررون مقاطعة قمة الجزائر، في حال أبدى النظام الجزائري معاداة لمشاركة محمد السادس. ويزعم القادة الجزائريون أن قرار الملك المغربي المشاركة قد يقلب نجاح القمة العربية في بلادهم.