خلال زيارته الرسمية للجزائر يوم 8 يونيو 2022، وعد الرئيس الفنزويلي نيكولا مادورو نظيره الجزائري عبد المجيد تبون، وفق مصادر “مغرب-أنتلجونس”، بدعم جبهة البوليساريو و”قضية الصحراء” التي تعتبر إحدى العقائد المقدسة للدبلوماسية الجزائرية.
“من المتوقع أن تصل تلك المساعدات إلى 20 مليون دولار أمريكي لتمويل تطوير وتحسين مستوى المعدات العسكرية لجبهة البوليساريو وتعزيز المساعدة الدبلوماسية والفنية لصالح الأعضاء وقادة الجبهة”، تقول مصادر موثوقة من داخل قصر المرادية.
كما سيشمل الدعم تقديم منح التدريب والمنح الدراسية إلى الأعضاء الأكثر نشاطا في البوليساريو.
ويأتي قرار مادورو، حسب المصادر، في إطار مساعٍ لإقناع الجزائر بلعب دور الوسيط مع تركيا حتى تلعب دورا محوريا في كسر العزلة الدولية المفروضة على بلاده منذ 2017.
غير أنه يبدو أن لا مادورو ولا تبون يدركان أن تركيا إردوغان عضو في الحلف الأطلسي ولن تغامر بمصالحها مع الدول الغربية، وخاصة الولايات المتحدة، للعمل على رفع العزلة على فنزويلا.
والغريب أن هذا الدعم السخي، يأتي في الوقت الذي تتواصل معاناة الفنزويليين من الفقر والجوع بسبب العقوبات الأمريكية المفروضة، إذ انحدر الحد الأدنى الرسمي للأجور إلى نحو ثلاثين دولارا في الشهر.
وأخيرا، أفادت المفوضية السامية للأمم المتحدة أن “السكان يستمرون في مغادرة فنزويلا للفرار من العنف وانعدام الأمن والتهديدات إضافة إلى النقص في المواد الغذائية والدواء والخدمات الأساسية”، مشيرة إلى أنه مع وجود أكثر من 5 ملايين فنزويلي يعيشون الآن خارج البلاد، الغالبية العظمى منهم في بلدان داخل أمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي، تصبح فنزويلا واحدة من أكبر أزمات النزوح في العالم”.
وأضافت المفوضية “إن استمرار التطورات السياسية والاجتماعية – الاقتصادية وتلك المتعلقة بحقوق الإنسان في فنزويلا يجبر أعدادا متزايدة من الأطفال والنساء والرجال على المغادرة إلى البلدان المجاورة وخارجها. ويصل الكثيرون وهم خائفون ومتعبون وبحاجة ماسة للمساعدة”، ونقلت عن إحدى النساء الفنزويليات اللاجئة في الإكوادور: “مشينا لمدة 11 يوما وكان علينا النوم في الخارج. غادرنا لأنهم هددونا بالقتل. قُتل أخي… وكادوا يقتلوني أيضا”.
بينما أشار تقرير للبنك الدولي، استند إلى بيانات عام 2018، إلى أن فنزويلا من بين الدول السبع الأكثر عنفا في العالم.