قدم المنتخب المغربي لكرة القدم، تحت قيادة البوسني-الفرنسي وحيد خليلوزيتش، أمام نظيره الأمريكي مستوى باهتا لا يليق بفريق تأهل إلى المونديال.
وأثبت، مرة أخرى، أنه يجد صعوبة كبيرة في مجاراة المنتخبات الجيدة أو التي تلعب بخطة محكمة، حتى وإن كانت لا تتوفر على لاعبين كبار.
قد يزعم وحيد أنه حقق مسيرة مثالية رفقة أسود الأطلس، حين قادهم إلى التأهل إلى كأس إفريقيا للأمم “كان” في الكامرون وإلى مونديال قطر 2022. لكن بالعودة إلى شريط تلك المباريات في إقصائيات “كان”، نجد أنه لعب أمام منتخبات ضعيفة، بعد اعتماد الاتحاد الإفريقي لكرة القدم مشاركة 24 منتخبا في نهائيات “كان”، وهو ما فتح الباب أمام منتخبات مغمورة من الحضور مثل إثيوبيا وجزر القمر والرأس الأخضر وغامبيا وموريتانيا ومالاوي وغينيا بيساو…
في الدور الأول من تلك النهائيات، ربح الأسود منتخب غانا بهدف يتيم، ثم فازوا على جزر القمر، أحد المنتخبات التي كانت تحتل الرتبة 117 في التصنيف العالمي، بهدفين، لكنهم تعادلوا بشق الأنفس أمام منتخب الغابون الذي غاب عنه نجمه أوباميانغ مهاجم برشلونة الإسباني.
كما عانى الأسود في دور الـ16 أمام منتخب مالاوي المتواضع جدا والذي كان سباقا إلى التسجيل، قبل أن يقلبوا الكفة، بعد عناء، والفوز في النهاية بـ2 لـ1 فقط.
ولأنه ليس كل مرة تسلم الجرة، غادر المنتخب المغربي الكامرون بعد خسارته في دور الربع أمام “فراعنة مصر”، في امتحان حقيقي كان على فوزي لقجع، رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، أن يحلل نتائجه، وقد كان من الممكن أن يكتشف أن الحلم الذي يريد خليلوزيتش بيعه للمغاربة مجرد وهم.
قد يزعم المدرب، مرة أخرى، أنه قاد المنتخب إلى المونديال، لكن هل يمكن خليلوزيتش أن يعترف أن منتخب الكونغو الديمقراطية كان الأضعف من بين العشرة التي تأهلت إلى الأدوار الفاصلة…؟
اليوم، بعد الهزيمة المذلة للمنتخب أمام نظيره الأمريكي، حتى وإن كانت ودية، يقول بوجه لا يعلوه الحياء: “النتيجة كانت صعبة بالنسبة لنا لكن الأداء لم يكن سيئا”، لنسأله: “كيف لم يكن الأداء سيئا، وتنهزم بالثلاثة؟”. وقد كان من الممكن أن تكون النتيجة أكبر لولا تألق الحارس ياسين بونو.
ما يزال الوقت كافيا أمام لقجع لتدارك ما يمكن تداركه. لقد سمح لقجع لوحيد أن يفعل ما يريد في المنتخب، ولو استمر معنا، نحن من نصبح وحيدين، ثم نندم حين لا ينفع الندم.