أبلغت مصادر دبلوماسية جزائرية “مغرب-أنتلجونس” أن القادة الجزائريين غاضبون من باريس، ومن المتوقع أن يعلنوا رسميا عن موقفهم في الأيام المقبلة. ويرجع سبب هذا الغضب إلى المناورات الجوية-العسكرية بين المغرب وفرنسا التي انطلقت يوم 16 ماي واستمرت حتى 27 منه.
وتأتي هذه المناورات، التي أطلق عليها “ماراثون 2022” بعد مرور عشر سنوات من آخر تحليق للطائرات العسكرية الفرنسية في الأجواء المغربية.
وقالت وزارة الدفاع الفرنسية في بلاغ: “بعد عشر سنوات، عادت طائرات ميراج 2000D الفرنسية إلى المغرب”، وانطلقت المناورات، التي شارك فيها المغرب طائرات ميراج إف 1، من القاعدة الجوية الخامسة بنسليمان.
وكشفت وزارة الدفاع الفرنسية أنها شاركت بثلاث طائرات من طراز ميراج 2000D وحوالي 80 عسكريا من مختلف التخصصات من طيارين وملاحين وضباط أنظمة الأسلحة وميكانيكيين وفنيي الكمبيوتر وضباط استخباراتيين.
وأثار وصف وزارة الدفاع الفرنسية المناورات بـ”التاريخية، وفرصة لتعزيز التعاون مع المغرب”، وفق المصادر ذاتها، حفيظة نظام العسكر، خاصة أنه جاء في سياق كانت الجزائر تتوقع فيه إحياء فعالا وعميقا للعلاقات الثنائية مع فرنسا بعد شهور طويلة من التوتر الدبلوماسي بين البلدين.
وأضافت المصادر ذاتها أن خيبة الأمل كانت قوية جدا لدى القادة الجزائريين الذين رأوا في المناورات العسكرية انحيازا خطيرا ومقلقا للمواقف الجيوسياسية المغربية التي تتعارض جذريا مع المصالح الجزائرية في المنطقة.
“من المتوقع أن ينظم اجتماع رفيع المستوى قريبا في القصر الرئاسي بالمرادية سيجمع الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون ورئيس الدبلوماسية الجزائرية رمطان لعمامرة بحضور كبار ممثلي المؤسسة العسكرية… وسيدرس هذا الاجتماع نتائج هذا التقارب العسكري المعزز بين فرنسا والمغرب، قبل أن يقوم القادة الجزائريون بصياغة مقترحات ملموسة للاحتجاج رسميا لدى فرنسا على مناورتها العسكرية التي يرونها بأنها معادية لبلادهم”، تقول المصادر.