فجأة، أصبح الجنرال السعيد شنقريحة، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي بالنيابة، هدفا لسهام موجهة من طرف العديد من المسؤولين العسكريين والمدنيين.
فوفقا لمصادر مطلعة في باريس، تم استخدام السكرتير الخاص السابق للجنرال أحمد قايد صلاح الذي اختفى في دجنبر 2019، قرميط بونويرا، من قبل كبار الضباط الساخطين وكبار المسؤولين السابقين المتقاعدين، الآن، لـ”إعدام شنقريحة معنويا”.
المصادر ذاتها أبلغت “مغرب-أنتليجونس” أن الجنرالات الجزائريين، المؤثرين الآن، لم يعودوا راضين على المواقف التي يتبناها رئيس الأركان، ويرون أن “التدخل الصارخ الذي يمارسه شنقريحة في الشؤون السياسية والدبلوماسية يضر بشكل خطير بصورة الجزائر”، مشيرين بالخصوص إلى عدوانيته ضد المغرب. “النظام الجزائري لم يسبق له، أبدا، أن ذهب بعيدا تجاه جاره الغربي. شنقريحة لا يترك مجالا للمصالحة، الأمر الذي يقلق كبار الضباط الآخرين ووزير الشؤون الخارجية رمطان لعمامرة “، يقول لـ”مغرب-أنتليجونس” دبلوماسي فرنسي اشتغل لفترة طويلة في الجزائر العاصمة.
“ما كشف عنه بونويرا عن شنقريحة هو فقط ما سمعه من فم رئيسه السابق (صالح) الذي كان يشكك في نوايا من سيخلفه لاحقا”. وكان أول من قرع ناقوس الخطر هو وزير الخارجية رمطان لعمامرة الذي اشتكى أمام العديد الجنرالات من “عدم كفاءة” الرئيس تبون الذي ينحاز دائما إلى جانب شنقريحة رغم “توغلاته الخرقاء في السياسة”.
أمام ما تم الكشف عنه من طرف قرميط بونويرا التزم “الرجل القوي المفترض” للجيش الوطني الشعبي الصمت. وهذا يعني أنه يعيش عزلة الآن.
ولا يستبعد المراقبون، بالنظر إلى سنه والتحالف الذي تم تشكيله ضده، أن يُدفع شنقريحة إلى الخروج من الباب الضيق، أو على الأقل إلى تهميشه إعلاميا. ووفقا لمصادر “مغرب-أنتليجونس”، فإن “غرور الرئيس تبون قد يطلب، فقط، من شنقريحة عدم التواصل مع أية جهة… في انتظار أيام أفضل”.