يبدو أن الجيش الجزائري دخل، الآن، في سباق فئران. “ذلك أن كبار الجنرالات الجزائريين انخرطوا في صراعات حادة، إلى حد أن الوضع بات مقلقا حقا”، كما يقول مصدر مقرب من الدبلوماسية الأمريكية.
وبحسب معلومات موثوقة، توصل بها “مغرب-أنتلجونس”، فإن الإدارة الأمريكية قلقة للغاية بشأن ما يحدث في الجزائر حاليا، لأن التقارير والملاحظات المختلفة التي ترفع إلى البيت الأبيض ووزارة الخارجية والبنتاغون متشائمة للغاية بشأن هذه الدولة الواقعة في شمال إفريقيا. وقد أصبح الأمريكيون، العمليون جدا، يعرفون جيدا أن الرئيس عبد المجيد تبون ليس سوى “واجهة مدنية شاحبة وغير فعالة”، بل إن إدارة الرئيس جو بايدن أصبحت مقتنعة بأن واقع السلطة شرق المغرب يوجد خارج قصر المرادية.
وتكشف التقارير الخارجة من البيت الأبيض عن قلق حقيقي من وصف الجيش الجزائري بـ”قلب السلطة”. كما أدى استمرار تصفية الحسابات بين تيارات الجيش الوطني الشعبي إلى أن يكون مصدر إزعاج حقيقي لصانعي السياسة الأمريكيين.
“يواجه استراتيجيو البنتاغون صعوبة في قراءة الأحداث الجارية في الجزائر العاصمة اليوم. وإن كان تهميش الجنرال قايدي الناطق بالإنجليزية والمتحمس أكثر للتعاون مع الأمريكيين، والمساعدة المقدمة لمرتزقة فاغنر الروس قد أقنعا، في الأخير، الأمريكيين بعدم نضج الجنرالات الجزائريين”، كما يشرح ملحق عسكري أمريكي سابق في عاصمة بإحدى دول شمال إفريقيا.
علاوة على ذلك، يضيف المصدر الأمريكي الذي يقدم الآن استشارات جيو-ستراتيجية، “لا يخفي المراقبون الأجانب حالة من الارتباك أمام عودة الجنرالات القدامى، الذين كانوا يتحكمون في صنع القرار خلال العقد الأسود، إلى الواجهة في مقابل غياب رجل قوي حقيقي في السلطة”.
ردا على سؤال من المشرعين الأمريكيين خلال جلسة مغلقة، يكشف المصدر، لم يتردد الجنرال المسؤول عن الملف المغاربي في البنتاغون في القول إن الصراع بين الجنرالات الجزائريين في السلطة يبدو وكأنه إعادة إنتاج سيئة لفيلم “عصابات نيويورك”، الذي أخرجه الأمريكي مارتن سكورسيزي، في عام 2002، ولعب فيه دور البطولة كل من ليوناردو دي كابريو ودانييل دي لويس وكاميرون دياز.