أثار دعم المملكة السعودية الواضح والصريح لسيادة المغرب على صحرائه حفيظة نظام العسكر في الجارة الشرقية، الذي زعم أنه جاء ردا على “موقف الجزائر الرافض لأي وساطة مع المملكة المغربية”، وفق ما جاء في قصاصة لموقع تابع للجنرالات.
وزعم الموقع أن الموقف الجزائري “ما زال يثير انزعاج بعض الدول الصديقة، التي حاولت تسوية الخلاف الحالي بين البلدين، على غرار المملكة السعودية، التي كانت من الدول الأولى التي اقترحت لعب دور الوسيط في الأزمة مباشرة بعد قطع العلاقات”.
وذهب الموقع إلى استنتاج “أن موقف الجزائر أغضب الرياض، وهو ما ظهر جليا في كلمة ألقاها المندوب الدائم للمملكة السعودية لدى الأمم المتحدة، عبد الله بن يحيي المعلمي، تضمنت طرحا أنكر حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره… وكان طرح الدبلوماسي السعودي مطابقا لموقف المغرب، كما حمل نبرة تصعيد لم تكن معهودة من قبل في خطابات مسؤولي المملكة العربية السعودية”.
الحال أن السعودية لم تخف، يوما، دعمها لسيادة المغرب على صحرائه. وما عبرت عنه، يوم 20 أكتوبر 2021، لم يكن إلا تأكيدا على دعمها لسيادة المغرب ووحدته الترابية. إذ شدد السفير الممثل الدائم للمملكة العربية السعودية، عبد الله المعلمي، أمام اللجنة الرابعة للجمعية العامة للأمم المتحدة، على أن “المملكة العربية السعودية ترفض أي مساس بالمصالح العليا أو بسيادة المملكة المغربية الشقيقة ووحدتها الترابية”، مشيرا إلى أن بلاده تجدد الترحيب بانعقاد المائدتين المستديرتين حول الصحراء المغربية بمشاركة المغرب والجزائر وموريتانيا و”البوليساريو”.
بخصوص هذه النقطة، عبر نظام العسكر، من خلال إعلامه، عن انزعاجه من إقحام “الجزائر في ما سماه (السفير السعودي) بالجلوس على المائدة المستديرة بخصوص إيجاد حل لقضية الصحراء الغربية، رغم أن الجزائر أعلنت قبل أيام رفض هذا الخيار”، معتبرا أن طرح الدبلوماسي السعودي جاء “مطابقا لموقف المغرب، كما حمل نبرة تصعيد لم تكن معهودة من قبل في خطابات مسؤولي المملكة العربية السعودية”.
السفير السعودي جدد، أيضا، دعم بلاده للمبادرة المغربية للحكم الذاتي في إطار سيادة المملكة ووحدتها الترابية، لأن الأمر “يتعلق بحل يتطابق مع القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة وقرارات مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة”، مضيفا أن بلاده “ترحب أيضا بمشاركة الممثلين المنتخبين للصحراء المغربية في دورات لجنة الـ24 وكذلك في المائدتين المستديرتين بجنيف”، في تلميح إلى رفض الرياض لمزاعم الجزائر باعتبار “البوليساريو” ممثلا وحيدا للصحراويين الذين أغلبهم يعيشون في أحضان الوطن، ويساهمون بشكل فعال داخل مؤسساته، سواء كانت مركزية أو محلية.
هل يجرأ رمطان لعمامرة لسان حال الجنرالات، الآن، على استدعاء السفير السعودي لدى الجزائر للاحتجاج؟ أو على الأقل على استدعاء سفير بلاده في الرياض للتشاور؟
ننتظر ونرى.