قد تزيد مذكرة سرية أعدتها أجهزة الوزير الأول الفرنسي جان كاستيكس، نشرت مجلة “لوبوان” الفرنسية مضامينها يوم الخميس 14 أكتوبر الجاري، من التوترات المتأججة أصلا بين باريس والجزائر. وتفيد المجلة أن هذه المذكرة، التي هي بعنوان “وثيقة عمل”، أعِدت داخل فندق ماتينيون مقر الوزارة الأولى الفرنسية. ويعود تاريخها إلى 9 أبريل الماضي، حيث كان من المقرر أن يزور كاستيكس الجزائر لقيادة وفد بلاده لاجتماع اللجنة العليا الفرنسية-الجزائرية، غير أن بسبب جائحة كوفيد-19، تشكل الوفد الفرنسي من بضعة أعضاء فقط، “وهو ما اعتبرته الجزائر غير كاف لمناقشة كل القضايا. وطلبت تأجيل الاجتماع”، تنقل “لوبوان”. وتشير هذه المذكرة، التي كتبها لو بوينت أحد مستشاري جان كاستيكس، إلى أن الجزائر تعاني اليوم من “فراغ إيديولوجي حقيقي بسبب الهروب المكثف للأدمغة الجزائرية احتجاجا على أسلمة الجامعة والافتقار إلى بنية تحتية ثقافية مستقلة”. كما أصدرت هذه المذكرة السرية حكما مثيرا للجدل على الشباب الفرنسي من أصل جزائري، إذ أشارت إلى أن المعنيين بالأمر تسكنهم الآن “مشاعر الكراهية والغضب والتمزق مثل العديد من المشاعر التي تفاقمت بسبب التطرف الإسلامي”. المؤكد أن هذه الاستنتاجات المثيرة للجدل في هذه المذكرة السرية، التي ظلت مخبأة في أدراج مكاتب قصر ماتينيون لشهور، قد تزيد من صب النار لإشعال التوتر بين الإيليزي وقصر المرادية.