احتفت وزارة الخارجية الجزائرية بما أسمته “الأنشطة المكثفة، واللقاءات الثنائية” التي عقدها رئيس الدبلوماسية في الجارة الشرقية بنيويورك على هامش الجمعية العامة السنوية للأمم المتحدة. ووفق بيان وزارة الخارجية، فإن “لعمامرة عقد قرابة 40 لقاء مع نظرائه من مختلف دول العالم لبحث التعاون والقضايا ذات الاهتمام المشترك”. وتابع البيان فيما يشبه “نفخ الببغاوات ريشها” أن “الجهود التي تبذلها الدبلوماسية الجزائرية في هذا السياق نالت التقدير من قبل الجميع، لاسيما الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الذي أعرب عن إشادته بالجهود المتواصلة التي تبذلها الجزائر في سبيل تحقيق الأمن والاستقرار في شمال إفريقيا ومنطقة الساحل، مؤكدا دعمه الكامل لجهودها ومبادراتها”. لكن عن أي جهود ومبادرات لتحقيق الأمن والاستقرار في الوقت الذي رافق الفشل لعمامرة في كل تحركاته، بدءا من عرض نفسه وسيطا لحل أزمة النهضة بين أثيوبيا والسودان ومصر، قبل أن ترد أديس أبابا بغلق سفارتها في الجزائر العاصمة، وأن تعلن الخرطوم أنها لم تتلق أية خارطة طريق من لعمامرة. ثم فشله في لمِّ دول الجوار لبحث الأزمة الليبية، لينتهي الاجتماع بإعلان نوايا لم يكتب لها التحقق على أرض الواقع. وأيضا فشله في إقناع أغلب الدول الإفريقية بـ”طرد” إسرائيل من الاتحاد، بعدما دخلها كعضو ملاحظ… صحيح أن لعمامرة التقى العشرات من نظرائه، وكرر معهم نفس الأسطوانات، منهم من التقى معه في بهو المنظمة الأممية، ودعاه لتدخين سيكَار مشترك، ثم الحديث عن كل شيء ولا شيء… لكن السؤال الذي شغل المراقبين العارفين بـ”العِلم الدبلوماسي”، هو لماذا لم يلتق لعمامرة مع رئيس الدبلوماسية الأمريكية أنطوني بلينكن، رغم أن الرجلين تصادفا مرارا أثناء أشغال الجمعية العامة؟ جريدة https://www.algeriepartplus.com الجزائرية بحثت عن الجواب، وتوصلت إلى أن العلاقات بين واشنطن والجزائر ليست في حالة جيدة، بسبب تصعيد النظام الجزائري في حربه الباردة ضد المغرب، مشيرة إلى أنه قبل أسبوعين من الإعلان الرسمي عن قطع العلاقات الدبلوماسية مع المغرب، اتصل أنطوني بلينكن بلعمامرة ليطلب منه رسميا ضبط النفس والتهدئة مع المملكة. “كما أصر رئيس الدبلوماسية الأمريكية كثيرا، خلال حديثه مع لعمامرة، على ضرورة تحديد قنوات الحوار لترسيخ الهدوء في علاقات حسن الجوار بين المغرب والجزائر”، تنقل الجريدة عن مصادر وصفتها بالموثوقة داخل السرايا الجزائرية. غير أن السلطات في الجارة الشرقية رفضت أن تأخذ بعين الاعتبار اقتراحات ودعوات أنتوني بلينكن، منذ أن قررت في 24 غشت الماضي قطع العلاقات الدبلوماسية مع المغرب بشكل كامل. ثم واصلت اتخاذ إجراءات جذرية و”عقابية” جديدة ضد الجار المغربي، مثل إغلاق المجال الجوي أمام الطائرات المدنية والعسكرية المغربية، الذي قررته يوم 22 شتنبر 2021. أمام هذا التصعيد، نأت الولايات المتحدة بنفسها عن النظام الجزائري ولم يعد أنطوني بلينكن يتصل برمضان لعمامرة، الذي أدرك، في الأخير، أنه من الأفضل عدم المجازفة ودعوة بلينكن إلى إجراء لقاء رسمي في نيويورك لتجنب “رفض مهين”، كما تنسب www.algeriepartplus.com إلى مصادرها. لكن الإهانة تحققت، حين اكتفى لعمامرة بلقاء مسؤولة صغيرة في الخارجية الأمريكية، هي فيكتوريا نولاند، المكلفة بالشؤون السياسية. قبل أن تلحقه إهانة أخرى، حين كان آخر من يعلم بقرار غلق بلاده مجالها الجوي أمام الطائرات المغربية.