مرة أخرى، يتعمد الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون ممارسة “القتل الرمزي” في حق سلفه عبد العزيز بوتفليقة. فقد حرص على “عدم الترحم” عليه في اجتماع المجلس الأعلى للأمن، وفق الأعراف، في الوقت الذي استهل الاجتماع بـ”الترحم وقراءة الفاتحة على روح المرحوم، رئيس الدولة السابق المجاهد عبد القادر بن صالح”. علما أن الأخير كان رئيسا مؤقتا فقط لفترة انتقالية لم تتعد ثمانية أشهر، امتدت من شهر أبريل 2019، بعد استقالة بوتفليقة، إلى 19 دجنبر من العام ذاته بعد أداء تبون اليمين الدستورية. ومع ذلك، حرص الساكن الجديد في قصر المرادية على وصف عبد القادر بن صالح بـ”رئيس الدولة السابق المجاهد”. ربما أن الرئيس الحالي لم ينس أبدا إذلاله من طرف بوتفليقة، الذي أنهى مهام تبون كوزير أول يوم 15 غشت 2017 بعد أقل من ثلاثة أشهر عن تعيينه في المنصب. وتؤكد هذه النازلة الجديدة ما راج، خلال تشييع بوتفليقة، بكون نظام العسكر الجديد تعمد تخصيص مراسم أقل لا تليق برئيس دولة حكم البلاد طيلة 20 سنة. إذ لم يعلن تبون الحداد حزنا على وفاة سلفه، كما ألغى مراسم تسجية جثمان بوتفليقة في قصر الشعب بالعاصمة الجزائر، مكتفيا بجنازة بسيطة قادت تابوت الراحل من إقامته حيث توفي، مباشرة إلى مثواه حيث يرقد رقدته الأخيرة.