قال خوفينال أوريزار ألفارو، رئيس المؤسسة الشيلية “Acción Global Sur” ، إن المغرب هو السفير الطبيعي والوسيط الطبيعي الذي يمارس مساعيه الحميدة باسم القارة الإفريقية بأكملها لاشيء يبرر قرار الجزائر قطع علاقاتها الدبلوماسية مع المغرب، في الوقت الذي أشار إلى أن لعبة “المباراة التي لا ينتصر فيها أحد التي تعتمدها الجزائر تؤثر بشكل أكبر على الشعب الجزائري، الذي هو في حاجة ماسة إلى مساحات أكبر للشغل والصحة والتعليم”، واعتبر أن هذا الموقف ينم عن سياسة ضيقة الأفق، وليس عن رؤية دولة. وأضاف ألفارو المحامي وأستاذ العلاقات الدولية الشيلي، في حوار خص به وكالة المغرب العربي للأنباء، أنه فوجئ بقرار الجزائر قطع علاقاتها الدبلوماسية مع المغرب، مسجلا أن “القرار الجزائري الغريب خلف مفاجأة لدى الشعب المغربي والمجتمع الدولي بشكل عام، إضافة إلى التوتر الطبيعي الذي يمكن أن يتسبب فيه قطع العلاقات في مخالفة للممارسات الدبلوماسية بين الأمم المتحضرة”. وذكر ألفارو أن الجزائر لا تستوعب، على ما يبدو، التنمية الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والتعليمية التي يشهدها المغرب. “ناهيك عن الموقف الذي تبنته الولايات المتحدة والمتمثل في الاعتراف بسيادة المملكة على الأقاليم الجنوبية. يتعلق الأمر هنا بمزيج من عدة أسباب، لكن هذا الخليط من الذرائع لا يبرر لجوء بلد إلى علاقاتها من جانب واحد للعلاقات الدبلوماسية مع دولة أخرى بين عشية وضحاها”. وحين سئل عن الأسباب الحقيقة التي يمكن أن تبرر من وجهة نظره هذا القرار، رد الخبير الشيلي بالقول: “أعتقد أن هناك نية ظاهرة وأخرى خفية لهذه الخطوة. بالنسبة للنية الظاهرة، تريد الجزائر إنهاء التعاون بشأن خط أنابيب الغاز الذي يربط المغرب العربي بأوربا ويزود جنوب إسبانيا بهذه المادة، وفرض ضغط أو عقاب اقتصادي. وبحسب علمي، ينتهي العقد مع نهاية العام الجاري، وإذا لم يتم تجديده، يصبح الأنبوب ملكا للدولة المغربية. لذلك، فإن الخسائر المغربية ستكون ضئيلة، بينما ستخسر الجزائر أكثر لأن الأنبوب البديل الذي يربطها مباشرة بإسبانيا محدود الطاقة وبالتالي أقل تنافسية. أما النية الخفية والأسباب الحقيقة التي تبرر بشكل واضح الغضب والحسد والغدر من جانب الجزائر فهي عدم نجاح خططها المتعلقة بالبوليساريو، والتي ستعمق فشلها الجائحة والأوضاع الاقتصادية المترتبة عنها”. سئل ألفارو، أيضا، عن تجاهل الحكومة الجزائرية اليد الممدودة للمغرب. كان هذا جوابه: “لطالما كانت لدى المغرب إرادة للحوار والتفاهم. وقد أثبت ذلك من خلال علاقاته مع جميع بلدان إفريقيا، ومع البلدان التي تنخرط وتلتزم بمبادئ ومعايير التعاون جنوب-جنوب والممارسات المقبولة عالميا في هذا المجال”. وفي يخص مستقبل العلاقات بين المغرب والجزائر، عبر ألفارو عن اعتقاده بـ”أن الاحتكام إلى العقل ضروري في الوقت الحالي، لأن هناك حالة غليان في الشارع الجزائري. أنا متأكد من أن دولتين تتقاسمان، تاريخيا وجغرافيا وعرقيا، تقاليد وتراثا مشترك، محكوم عليهما طبيعيا بالتوافق. في القرن الحادي والعشرين، تقوم العلاقات الدولية على أساس مبدأ رابح-رابح (…). وأنا متأكد من أن المواطن الجزائري، عندما يحين الوقت، سيلقن سلطات بلاده، من خلال الحقائق وليس بالكلمات، أنه من الضروري العودة إلى طاولة المفاوضات، ونأمل ذلك، إعادة إقامة علاقات دبلوماسية تنبني على أساس جيد. وآمل أن ينتصر العقل وأن يستأنف الحوار. يد المغرب لا تزال ممدودة، ويجب أن يسود العدل والقانون، بسبب كل ما فعله المغرب، ليس فقط مع الجزائر، ولكن أيضا مع المغرب الكبير وفي كل مكان في إفريقيا”.