وصف أستاذ التاريخ في جامعة باريس 1 بيار فرمران، المتخصص في منطقة المغرب العربي، المبررات التي قدمتها الجزائر لقطع العلاقات مع المغرب بـ”السريالية”، وأن القرار رسالة موجهة لـ”الاستهلاك الداخلي”.
وقال فرمران، في تصريحات نقلتها وكالة “فرانس برس”، إن هذا “يبدو سرياليا، ففي منطقة المغرب (العربي) كلما ظهرت مشكلة، هناك مؤامرة. هذا يسمح بالتنصل (من المسؤولية). إنها استراتيجية كبش الفداء”.
واعتبر بيار فرمران أن هذه القطيعة “إعادة تموقع حول مبادئ القومية العربية في مقابل الجميع: مقابل فرنسا وإسرائيل وقضية القبائل والإسلاميين، ودعما للوحدة العربية واتحاد المغرب العربي والفلسطينيين”، مشيرا إلى أن هذه رسالة لـ”الاستهلاك الداخلي”.
وأضاف المؤرخ الفرنسي أن “العلاقات بين البلدين سيئة منذ فترة طويلة جدا، لقد سبق أن كانا في حالة حرب ولكن الخطوة التالية هي نزاع حدودي في الصحراء… إن الأمر يتعلق بفعل عنيف جدا”، معتبرا أن قرار الجزائر “رد متأخر على اتفاقات أبراهام بين إسرائيل وبعض الدول العربية برعاية أمريكية، والتقارب بين المغرب وإسرائيل”.
وعلق بيار فرمران على دعوة باريس البلدين للحوار بالقول إن فرنسا “محكوم عليها عدم الاختيار. لا يمكننا الغضب من أي من الدولتين. يمكن أن ننزعج من واحدة، لكن لا يمكن أن نغضب، لا خيار أمام فرنسا. في جميع الأحوال لا يمكن أبدا مصالحة هذين البلدين. فرنسا أخذت علما بوضع ليس لها عليه أي سلطة”.