كشف موقع ” Algérie Part” عن معركة ضارية تجري، منذ أربعة أشهر تقريبا، داخل أروقة النظام الجزائري حول منصب قائد القوات البرية للجيش الذي يعد موقعا استراتيجيا مرت من خلاله الغالبية العظمى من رؤساء أركان الجيش الجزائري. وأفاد الموقع، في تحقيق نشره الاثنين 23 غشت 2021، أن الرجل الذي يشغل المنصب حاليا طلب الإذن بالمغادرة وإعفاءه من مسؤولياته الثقيلة بسبب مرض خطير ينخر جسده بشدة، مشيرا إلى أن القائد الحالي للقوات البرية اللواء عمار عثامنية، الذي حل مكان سعيد شنقريحة في هذا المنصب يوم 10 مارس 2020، يعاني من مرض السرطان وصل إلى مرحلة متقدمة. وكان قد طلب رسميا، منذ حوالي 4 أشهر، من قيادة الأركان العليا للجيش الوطني الشعبي ومن رئاسة الجمهورية “إعفاءه عن مسؤولياته”، لكن حتى اليوم، وفق التحقيق، لم يكن بديله ممكنا، بسبب خلافات حادة داخل النظام الجزائري، تحولت إلى معركة حقيقية. ففيما يناضل رئيس هيئة الأركان العليا للجيش الوطني الشعبي سعيد شنقريحة من أجل تعيين اللواء مصطفى إسماعيلي الرئيس الحالي للمنطقة العسكرية الثالثة في بشار والنائب السابق، معتبرا إياه “جحشه المخلص”، حسب وصف التحقيق، لا يحظى هذا الاختيار بالإجماع داخل السرايا، لأن قصر المرادية الرئاسي يفضل مرشحا آخر لهذا المنصب الحساس. الرئيس عبد المجيد تبون ومستشاروه يفضلون اللواء علي صيدان قائد المنطقة العسكرية الأولى. كما يحظى هذا الأخير، أيضا، بالدعم والتقدير من قبل قوة ثقيلة أخرى في المؤسسة العسكرية الجزائرية، هو اللواء بن علي بن علي، رئيس الحرس الجمهوري حاليا. وتجدر الإشارة إلى أن منصب قائد القوات البرية ذو طبيعة استراتيجية لاستقرار المؤسسة العسكرية الجزائرية. فقد مر جميع رؤساء أركان الجيش الوطني الشعبي بهذا المنصب. مثلا، شغل سعيد شنقريحة هذا المنصب من صيف 2018 حتى مارس 2020. كما شغله الراحل أحمد قايد صالح من 1994 حتى 2004 قبل صعوده كأول قائد للجيش الجزائري. محمد العماري ولامين زروال وخالد نزار مروا أيضا بهذا المنصب قبل أن يصلوا إلى قمة هرم السلطة العسكرية الجزائرية. ووفق الموقع، فإن اللواء عمار عثامنية ولد في 01 يوليو 1950 في حدادة بولاية سوق أهراس. وتمت ترقيته إلى رتبة جنرال عام 2002 ثم إلى رتبة لواء عام 2006، وهو الآن طريح فراش المرض. ربما قد يسلم روحه قبل أن يعرف من خلفه، أمام تواصل القبضة الحديدية بين جنرالاته.