خبير جزائري: دولارات النفط لم تنفع في غياب إرادة سياسية والنتيجة حرائق تتكرر كل صيف

قال عبد الكريم شلغوم، مدير الأبحاث في جامعة باب الزوار في الجزائر العاصمة ورئيس نادي المخاطر الكبرى، إن حرائق الغابات التي عرفتها بلاده كانت “متوقعة”، وأبدى، في الوقت نفسه، أسفه لغياب “الإرادة السياسية” لتلافيها.

وأشار شلغوم، في تصريحات نشرتها “فرانس برس” الجمعة 13 غشت 2021، إلى أن الجزائر شهدت، بين عامي 2001 و2004، أربع ظواهر ذات مخاطر كبرى، وقررت السلطات بعدها إنشاء لجنة خبراء، مهمتها صياغة قانون بشأن إدارة المخاطر الكبرى، وهو القانون الذي أقره البرلمان وصدر في أواخر 2004. “لكن للأسف ورغم إصرارنا، لم تبصر المراسيم التطبيقية النور قط”، يذكر شلغوم، الذي أوضح أن القانون “تضمن على وجه التحديد حرائق الغابات، مع التدابير الاستباقية وقواعد الحماية كافة وإدارة المناطق الجبلية والأحراش والمساحات المكسوة بالغابات”.

غير أن غياب إرادة سياسية حال دون تجسيد ذلك القانون على أرض الواقع، ويقول شلغوم معلقا: “استفادت الجزائر من سيل من الدولارات لسنوات بفضل الوقود. لسوء الحظ، لم يفعل المسؤولون في البلاد الذين أصدروا هذا القانون من دون تطبيقه شيئا. مع ذلك، فقد توقعنا كل شيء. لو توفرت إرادة سياسية لكنا أكثر استعدادا”.

وأودت حرائق الغابات الأخيرة بحياة أكثر من 70 شخصا في شمال الجزائر، وكشفت عن عدم استباق السلطات العامة الأحداث واتخاذ استعدادات لمواجهة حرائق تتكرر كل صيف.

وكشف شلغوم أن هناك أكثر من عشرة مخاطر كبرى تهدد بلاده بشكل متزامن ومنتظم، مشيرا بالخصوص إلى التصحر والجفاف والإجهاد المائي وحرائق الغابات المدمرة والفيضانات.

يذكر أن  خبراء المناخ في الأمم المتحدة صنفوا، في تقريرهم الأخير، الجزائر على أنها نقطة ساخنة للتغير المناخي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *