مرة أخرى، تظهر الجزائر أنها غير قادرة على التخلص من عقدة العدة التي تسكنها منذ تأسيسها في عام 1962، بعد انسحاب الفرنسيين.
فقد أعلنت وزارة الاتصال الجزائرية، يوم الخميس 12 غشت 2021 في بيان، عزم بلادها على “اتخاذ كافة التدابير والإجراءات القانونية ضد موقع فيسبوك لحملها على معاملة الجزائر على قدم المساواة مع الدول الأخرى”، معتبرة أن “ما يتم تداوله في الأيام الأخيرة من مضامين على فيسبوك يعد مساسا وتهديدا لمصالح الجزائر وسمعتها”.
غير أنها لم تكشف عن طبيعة تلك الإجراءات، ربما لجهلها بالقوانين الدولية المنظمة لمواقع التواصل الاجتماعي، التي تحولت إلى كيانات تفوق قوة دول مجتمعة.
ويأتي قرار وزارة الاتصال الجزائرية على خلفية حجب إدارة فيسبوك، قبل أكثر من شهر، لصور تعود للاستعمار الفرنسي للجزائر، وهي “صور بشعة أخلاقيا وسياسيا”، باعتراف وزارة الاتصال الجزائرية نفسها، غير أنها لا ترى مانعا في نشر تلك البشاعة لـ”التعريف بتاريخ الشعب الجزائري”، الذي عرف الاستعمار في عام 1830، بعد “مرض” العثمانيين، مما عجل بانسحابهم وترك المجال للفرنسيين.
واتهمت وزارة الاتصال الجزائرية فيسبوك بأنه “سلاح يوجه ضد الشعوب والدول تبعا لمصالح اللوبيات المعادية ومن والاها”، معتبرة أن الجزائر “إحدى ضحاياه، وأن الأمثلة عن ذلك كثيرة”.
وادعت أن “الدولة الجزائرية عازمة على الدفاع عن حقوقها والسيادة الوطنية والذود عن السيادة الرقمية الوطنية وحماية مصالح شعبها من كل الخطط والنشاطات الهدامة”.
هكذا، تضع الجزائر نفسها، هذه المرة، وجها لوجه أمام “عدو” افتراضي، في وقت ما يزال يسكنها وجود “أعداء” حقيقيين على طول حدودها.