يعيش حزب الاستقلال، أقدم هيئة سياسية في المملكة، أزمة مالية خانقة غير مسبوقة. هذا الوضع أجبر ورثة علال الفاسي على البحث عن موارد مالية جديدة بالتنازل عن “مجوهرات العائلة”، خاصة المقر الذي يحتضن المطبعة وصحيفتي الحزب، الكائن بالقرب من المركب الرياضي الأمير مولاي عبد الله على طريق تمارة.
وأفادت مصادرنا أن اللجنة التنفيذية حددت مبلغ 21 مليون درهم مقابل لبيع المقر الذي يحتضن صحيفتي “العلم” و”لوبينيون”. وكشفت المصادر أن الملياردير عثمان بنجلون ومالك البنك المغربي للتجارة الخارجية دخل في مفاوضات مع القادة الاستقلاليين لشراء المقر وتحويله إلى مقر لبيع السيارات، باعتباره الوكيل الحصري لأحد الأنواع.
علاوة على ذلك، يبحث حزب الاستقلال عن مشترٍ آخر لمقره الرئيسي الجديد في حي الرياض. علما أن هذا المقر، الذي شُرع في بنائه على عهد عباس الفاسي الوزير الأول الأسبق (2007-2011)، لم يُدَشَن أبدا. كما يتوقع أن يعرض الحزب للبيع مقريه الجهويين في طنجة ومراكش، الذين بُنِيا حين كان حميد شباط أمينا عاما.
وتشير المصادر إلى أن اللجنة التنفيذية ستمضي قدما في عملياتها هاته دون دعوة المجلس الوطني الذي يفترض أن يحسم في هذا النوع من الاختيارات. ربما هذا ما دفع حسن السنتيسي، أمين المال، إلى تقديم استقالته خلال اجتماع اللجنة التنفيذية الذي مر في أجواء متوترة جدا.
وارتباطا بذلك، استأجر الحزب، أخيرا، محلات جديدة وسط مدينة الرباط لاحتضان صحيفتيه ومطبعته.