في الوقت الذي تعاني فيه العلاقات الفرنسية الجزائرية من توتر مقلق، تتطفل لوبيات “غريبة” على طاولة البلدين محاولة الاستفادة من هذه التوترات لتحقيق مكاسب معينة. هذا هو حال ألبرت فرحات، وهو فرنسي لبناني، يدعي أنه صحفي ومؤلف يتمتع بعلاقات مميزة للغاية مع كبار المسؤولين في دوائر القرار والحكومة الجزائرية.
في باريس، ضاعف ألبرت فرحات من لقاءات العشاء والغداء، والاجتماعات الودية مع رجال الأعمال والمقاولين، وممثلي المجتمع المدني المسلم أو المغاربي في فرنسا للتحدث إليهم حول “مهمته” الجديدة، وهي “ضرب المعارضين” الذين “يشوهون صورة السلطة الجزائرية في فرنسا”.
ويدعي ألبرت فرحات أنه على علاقة وثيقة بالجنرال عبد العزيز مجاهد، المستشار الجديد المسؤول عن الشؤون الأمنية على مستوى القصر الرئاسي في المرادية. الصحفي الفرنسي اللبناني، الذي لا يعمل مع أي وسائل إعلام دولية جادة، يدعي أنه يتمتع بكل الدعم من “المخابرات” الجزائرية في مهمته الرامية لتجميع المعطيات التي تدين شبكة المعارضين الجزائريين في باريس.
وتسبب “مهام” ألبرت فرحات الكثير من النقاش والجدل الذي بدأ يتصاعد بشكل متزايد خصوصا بعدما بات يمتلك مدونة على Médiapart تروج لمعطيات مضللة، وهو ما دفع بمسؤولي الموقع لحذف بعض من مقالاته غير الصحيحة على الإطلاق، خاصة أن هيئة تحرير Médiapart تلقت العديد من الشكاوى حول هذا الكاتب المثير للجدل.
لكن في الجزائر العاصمة، جعل ألبرت فرحات العديد من محاوريه يعتقدون أنه يعرف شخصيا مديري وصحفيي Médiapart، وهو ما دفع بالسلطات الجزائرية إلى فتح تحقيق رسمي لإثبات حقيقة ما يقوم به ويروج له هذا “اللوبي”، وكشف كل المعطيات حول العلاقات بينه وبين بعض الدوائر السياسية.