تتوالى تقارير السفارات الغربية حول الانتخابات الرئاسية المقبلة بالجزائر في 12 دجنبر المقبل. الولايات المتحدة الأمريكية التي وضعت منذ عدة أشهر مصالحها في حالة تأهب في الجزائر العاصمة، بدأت تشكل فكرة واضحة جدا عن الوضع السياسي الحالي وحتى عن المستقبل القريب للنظام.
آخر تقرير أرسلته السفارة الأمريكية في الجزائر إلى الخارجية تحدث عن حملة انتخابية بطيئة وبدون حضور الناشطين، كما أن المرشحين لا يحظون بالدعم الشعبي، “العملية فقدت مصداقيتها تماما، والانتخابات محكوم عليها بالفشل”.
الأمريكيون الذين كانوا في البداية، “مؤيدين” لدخول المؤسسة العسكرية على الخط لفرض مرشح “توافقي” قادم من الساحة السياسية أصبحوا اليوم أكثر من متشككين. اختيار المتنافسين على منصب الرئيس كان “خطأ فادحا”، وفقا للتحليل الأمريكي، إذ كانت واشنطن تفضل أن يختار الجيش مرشحا شابا له “مصداقية” أكبر وأقرب من الحراك، بدلا من رؤساء الوزراء السابقين أو وزراء حقبة بوتفليقة، المتقدمين في السن أو لهم تاريخ مريب.
لكن أكثر ما يقلق الأميركيين هو “أداء” الرجل القوي في الجزائر، الجنرال أحمد قايد صالح، فرئيس الأركان يعتبر “معزولا عن الواقع”، وهو “سجين في حالة إنكار” لما يحدث على الأرض. وقال دبلوماسي أوروبي في الجزائر العاصمة أن “جميع المؤشرات تشير إلى مقاطعة غير مسبوقة للانتخابات المقبلة”. “الشارع يغلي والحملة الانتخابية موجودة فقط في الصحافة بأوامر من الجيش”، “الوضع متفجر وقد ينزلق بشكل خطير في 12 دجنبر”، يضيف المصدر نفسه.