عبد المجيد تبون، رئيس وزراء بوتفليقة المشؤوم في عام 2017، هادئ للغاية، ويعمل على الترويج لمشروعه لقيادة الجزائر في المرحلة المقبلة. المرشح للانتخابات الرئاسية في 12 دجنبر، أوضح لمساعديه أنه واثق جدا من أن الحملة الرئاسية ستتم في ظروف مثالية رغم المعارضة الشديدة للحراك الشعبي الذي بدأ في 22 فبراير الماضي.
من أين تأتي هذه الثقة التي يزهو بها تبون في حين تعاني الجزائر من اضطراب سياسي قد يعرض موعد الانتخابات في 12 دجنبر للخطر؟ وفقا لمصادر مختلفة في الجزائر العاصمة، يتوقع تبون الكثير من علاقته الجيدة مع قايد صالح، خاصة أنه بين الرجلين علاقات جيدة منذ سنوات عديدة، بالنظر إلى أن تبون كان واليا على أدرار، جنوب البلاد، في أوائل الثمانينيات، بينما كان قايد صالح، رئيس الأركان الحالي، في ذلك الوقت قائدا لهذه المنطقة العسكرية.
عمل الرجلان معا كثيرا، ويحترم بعضهما الآخر. بالنسبة لقايد صالح، فإن تبون هو أفضل تكنوقراط وسياسي في الجزائر، وبالنسبة لتبون، قايد صالح هو أفضل حليف لقيادة الجزائر، بمعنى أن الطموحات السياسية للرجلين متشابكة تتقاطع.
وقد حاول كل من تبون وقايد صالح معا التغلب على سعيد بوتفليقة في صيف عام 2011 لكنهما فشلا في تحقيق الهدف. في عام 2019، وبفضل الحراك الذي أسقط العشيرة الرئاسية بسبب المشروع المجنون للولاية الخامسة، يتمتع تبون وقايد صالح بفراغ سياسي يعبد لهما الطريق إلى القصر الرئاسي، إذ يخطط الرجلان لقيادة الجزائر معا، ما لم يفشل الشارع مخططهم.