بدأت الحرب بين الجنرال أحمد قايد صالح، رئيس أركان الجيش الجزائري، والجنرال المتقاعد علي الغديري، المرشح لرئاسيات الجزائر، تشتعل. الرجلان منخرطان في حرب باردة حقيقية. قايد صالح يخشى ترشح علي الغديري، كما يخشى من تأثير تصريحاته على معنويات قوات الجيش الجزائري.
علي الغديري يملك أسرار العالم المظلم للجيش الجزائري، فهو شغل منصب مدير شؤون الموظفين في وزارة الدفاع الوطني حتى تقاعده في عام 2015. مثقف، بخبرة عسكرية طويلة وشبكة علاقات قوية دوليا، علي الغديري يمثل خطرا على قايد صالح القلق بشأن مستقبله كرئيس للمؤسسة العسكرية. علاوة على ذلك، علي الغديري هو صديق الجنرال توفيق، العدو اللدود لأحمد قايد صالح.
أحمد قايد صالح لا يمكن أن يسمح لعلي الغديري باكتساب شعبية بين الجزائريين المتعطشين للتغيير. للقيام بذلك، تم وضع خطة سرية من قبل أنصار رئيس المؤسسة العسكرية لنسف ترشيح علي الغديري.
الجزء الأول من هذه الخطة نفذ مع الخرجة الإعلامية لبهاء الدين طليبة المثير للجدل، النائب ورجل الأعمال الثري من عنابة، وهو الرجل الرئيسي في معسكر قايد صالح. كلف طليبة بمهاجمة علي الغديري بعنف في وسائل الإعلام، كما سيتعين عليه تمويل حملة قاسية ضده على مواقع التواصل الاجتماعي وفي العديد من وسائل الإعلام الإلكترونية التي تعمل بالأوامر. لكن الاستعانة بطليبة لن تكون كافية لتعطيل مخطط الغديري.
لقد فكر حلفاء ومستشارو قايد صلاح في العديد من الحلول الممكنة، ومن بينها اللجوء إلى الطيب لوح. أحمد قايد صالح يأمل أن يتم تعيين وزير العدل الحالي على رأس المجلس الدستوري. تطور يمكن أن يتيح له السيطرة على هذه المؤسسة التي تدرس ملفات المرشحين للانتخابات الرئاسية في 18 أبريل. الطيب لوح هو حاليا أقرب زعيم سياسي لأحمد قايد صالح، وهو يقترب أكثر من أي وقت مضى من رئاسة المجلس الدستوري خلفا للراحل مراد مدلسي. إذا تم تأكيد هذا السيناريو، يمكن أن يتم رفض ملف الغديري أو عرقلته.