رسخت الحكومات المتعاقبة لحزب العدالة والتنمية طريقة خاصة في طي الفضائح، والمغاربة يدركون ذلك جيدا، فمسؤولوها عندما يريدون إنهاء فضيحة في مهدها، يحدثون لجنة تحقيق، وسيقوم الوقت بعمله. لقد تعلم وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة الدرس جيدا، إذ أرسل لجنة إلى أكرا للتحقيق في تهم التحرش الجنسي التي وجهتها موظفة في سفارة المملكة في غانا ضد السفير محمد فرحات. وقد مرت عدة أيام منذ أن انتهت اللجنة من عملها، ولم يتم نشر أي معلومات حول الملف. رئيس الديبلوماسية المغربية يراهن على الوقت والذاكرة القصيرة للرأي العام لطي هذه الصفحة، في انتظار الفضيحة القادمة، علما أن هذا الملف يمثل مسألة خطيرة تؤثر على صورة بلد بأكمله والمغاربة لديهم الحق في معرفة نتيجة التحقيق، مثلما يحق لهم أن يعرفوا لماذا أبقى بوريطة بشكل سري على أول تقرير يورط السفير في الملف، مدة ثلاثة أشهر تقريبا.
داخل وزارة الشؤون الخارجية، يروج أن بوريطة مشغول بالمشاحنات مع بعض المسؤولين بها، ولم يكن لديه الوقت سواء للاطلاع على ما يرده من تقارير أو للوفاء بالتزامات المملكة تجاه البلدان الأخرى خاصة في إفريقيا. مسؤول كبير في الوزارة أفاد أن “المناخ داخل وزارة الشؤون الخارجية سيء”، بينما ” الوزير منشغل بتلميع صورته في الصحافة متجاهلا الملفات العاجلة”.