ليست الانتخابات الرئاسية المقررة في أبريل المقبل بالجزائر السبب الوحيد للتطاحنات في حرب اللوبيات بالبلد، فحتى المشاريع الكبيرة التي تقف ورائها مصالح مالية ضخمة تشعل فتيل حروب لا ترحم. هذا هو حال سوق الأسمدة الذي يعيش وضعا معقدا في الجزائر، حيث يسعى الملياردير علي حداد إلى السيطرة على وحدات الإنتاج التابعة لـFertial، الشركة الرائدة في هذا السوق، والتي تقدر إيراداتها السنوية بنحو 300 مليون أورو. لكن علي حداد في طريقه لهدفه، اصطدم بصخرة عبد المومن ولد قدور، المدير العام لسوناطراك الذي يرفض خصخصة فيرتيال ويفضل الاحتفاظ بها في حضن سوناطراك من خلال الاستحواذ على أسهم المجموعة الإسبانية فيلار.
قصر المرادية منح سببا لرئيس شركة سوناطراك، وهذا ما يزعج بشدة ليس فقط علي حداد، بل كل الطبقة الثرية في الجزائر، التي تضم حلفاء يستفيدون من حمايته، وهم يحاولون الرد بهجوم مضاد على ولد قدور، داعمين رئيس ثاني مجموعة خاصة في الجزائر، ETRHB. من بين رجال الأعمال المشبوهين والمشكوك فيهم، نجد أيوب عيسيو وصهره بشير ولد زميرلي.
خلال اليومين الماضيين، شنت وسائل الإعلام الممولة بشكل كبير من قبل اثنين من رجال الأعمال المتخصصين في مجال العقارات والأعمال الزراعية، هجمات عنيفة ضد عائلة المدير التنفيذي لشركة سوناطراك للتشكيك في نزاهته وتشويه سمعته أمام رأي عام له استعداد لتصديق ما يروج.
معظم وسائل الإعلام الالكترونية هذه تنشر بالعربية ولها طابع الإثارة التي صدمت الرأي العام من قبل من خلال عدة مقالات. وقد سبق أن اعتقلت أجهزة الأمن بعض المسؤولين في هذه الوسائط الإلكترونية بسبب نشر تحقيقات بناء على أخبار زائفة أثرت على نزاهة العديد من مؤسسات الدولة الجزائرية.
الأخبار الزائفة لا تزال هي السلاح القاتل لهذه المواقع الإخبارية التي تزخر بها الشبكات الاجتماعية والويب الجزائري، وهذا يثير قلقا كبيرا في أعلى هرم الدولة الجزائرية.
بهذه “الحرب القذرة”، يأمل أيوب عيسيو وصهره، المالكون لقناة تلفزيونية خاصة، الجزائرية تي في، في تعزيز مصالح “الأب الروحي” علي حداد، لسوء الحظ، قد يكون مفعول هذه الأساليب عكسيا.