مثل طائر الفينيق، لا يتوقف رئيس الوزراء يوسف الشاهد عن الانبعاث من جديد من تحت الرماد. السياسي الشاب يستمتع باستئناف ”اللعب” السياسي، ويواصل الرد على النظريات التي تنبأت بنهاية مشواره في عالم السياسة، ولم يكتف بذلك، بل اختار توجيه ”الضربة الأخيرة” داخل منزل آل السبسي.
رئيس الوزراء استقبل بدار الضيافة في قرطاج، 8 نواب استقالوا من نداء تونس. هؤلاء النواب لم يخفوا رغبتهم في الانضمام إلى كتلة برلمانية جديدة “الائتلاف الوطني” التي تتكون بالفعل من 33 نائبا، والذي يمكن أن يصل عدد أعضائه قريبا إلى 41 نهاية هذا الأسبوع. الكتلة تقدم دعما كبيرا ليوسف الشاهد، الذي لم يعد اليوم مجرد تكنوقراطي يرأس الحكومة بل قد يحوز على قوة برلمانية كبيرة.
من ثم، يواجه باجي قايد السبسي وابنه حافظ، مأزقا حقيقيا، في ظل تزايد الشكوك لدى كبار مسؤولي الدولة حول مدى قدرة حاكم قصر قرطاج على المناورة أو حتى التأثير على مصير الأمة. بالإضافة إلى ذلك، كل استطلاعات الرأي الأخيرة التي أجريت من قبل المؤسسات التونسية المتخصصة، تؤشر على استمرار تدهور شعبية الرئيس وابنه. الوضع الذي يضعف بشكل أكبر أسرة السبسي التي لم تعد قادرة على الادعاء بأنها “الورقة الرابحة” أو “صفقة السد ضد الإسلاميين”، الذين يستفيدون من “الحرب بين الأشقاء” التي تضعف حاليا خصومهم الديمقراطيين.