من المؤكد أن الطائرة بدون طيار التي تم إرسالها من قبل الحوثيين باتجاه مطار أبوظبي ستغير مسار الصراع المستمر منذ ثلاث سنوات في اليمن.
في الواقع، بعد إصابة ناقلة نفط سعودية تحمل النفط قبالة باب المندب بصاروخ طويل المدى، تمكنت ميليشيا الحوثيين من بلوغ عاصمة الإمارات العربية المتحدة، وهو ما يمثل نقطة تحول، حسب المراقبين الدوليين، في المواجهة بين دولتي الخليج والمليشيا الموالية لإيران.
تشكل الطائرة بدون طيار، التي تسببت في حادث بسيط في مطار أبو ظبي الدولي رسالة واضحة إلى كل من قادة هذه الإمارة وإمارة دبي. وبحسب مصادر دبلوماسية مطلعة، فإن العلاقات بين آل مكتوم، أمراء دبي، وآل نهيان، أمراء أبو ظبي الأثرياء، كانت ستتدهور بشكل حاد في الآونة الأخيرة بسبب تورط الإمارات في الصراع في اليمن، ومقاطعة قطر التي أثرت بشدة على ميناء دبي. قرارات ذات عواقب وخيمة، ومع ذلك، اتخذها ولي عهد أبو ظبي والرجل القوي في الدولة، محمد بن زايد آل نهيان.
أما بالنسبة لصواريخ الحوثيين التي أصابت ناقلة النفط السعودية، فإنها تعني بوضوح أن محمد بن سلمان، فقد قدرته على مجاراة حرب كان يعتقد أنها قصيرة جدا. الرياض اضطرت يوم الخميس، 26 يوليوز، إلى تحويل مسار الناقلات التي تحمل النفط، وهو ما يؤشر على أنها لم تعد قادرة على تأمين ناقلاتها في هذا المضيق الاستراتيجي.
في واشنطن، يتنامى القلق حول قدرة محمد بن سلمان ومحمد بن زايد على مواجهة كل من النزاع المسلح في اليمن والنزاع مع قطر. بعض الأصوات ترتفع بالفعل في العاصمة الأمريكية لتطلب من إدارة ترامب أن تبدأ في التخطيط لسيناريوهات أخرى. إذا خسر محمد بن سلمان الحرب في اليمن والصراع أمام قطر، سيكون من الصعب عليه أن يخلف والده.